مصادر تكشف اتفاقاً سرياً بين ميليـ.ـشيا قسد و تحرير الشام..فما الذي جاء فيه بخصوص ادلب!!
تنصلت شركة “وتد” للبترول، (الذراع الاقتصادية لهيئة تحرير الشام)، من إبرام اتفاق بين مسؤولي “الهيئة” وميليشـ.ـيا قسد، لتوريد المواد النفطية لمناطق سيطرة “تحرير الشام”التي يقودها أبو محمد الجولاني في إدلب وريف حلب.
صحيفة “الشرق الأوسط” نقلت اليوم، عن “وكالة الأنباء الألمانية” أن ميليـ.ـشيا (قسد) أبرمت اتفاقاً مع (هيئة تحرير الشام) لبيع الأخيرة النفط الذي يُنتَج من حقول شمال وشرق سوريا إلى مناطق سيطرتها في ريفَي حلب وإدلب.
وأضافت مصادر الوكالة (التي طلبت عدم ذكر اسمها)، أن “ممثلين عن (قسد) التقوا قبل أيام مع رئيس شركة (وتد)، التابعة لهيئة تحرير الشام، في معبر أم جلود غرب مدينة منبج بريف حلب الشرقي، وتم الاتفاق على تزويد (قسد) لمناطق ريفَي حلب وإدلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام بالمواد النفطية من الديزل والبنزين وغاز البوتان بكمية 600 طن يومياً، بقيمة نحو 120 ألف دولار أمريكي، في حين سوف تباع تلك المواد بالسوق المحلية بعدة أضعاف”.
لافتةً إلى أن “الاتفاق وُقِّع يوم الأربعاء الماضي، وسيدخل حيّز التنفيذ يوم الخميس 10 فبراير (شباط)، وبدأت شركة (وتد) بتجهيز خزانات كبيرة الحجم للمواد النفطية بالقرب من مدينة سرمدا لتخزين البترول قبل إخضاعه للمعالجة في مصافٍ تابعة للشركة، ومن ثم بيعه للسكان وفصائل المعارضة”.
“وتد” تتنصل
لكن مسؤول العلاقات الإعلامية في شركة “وتد” للبترول، صفوان الأحمد، نفى صحة تلك الأنباء “جملة وتفصيلاً” ووصفها بأنها “هُراء وغير صحيحة”، وقال إن تلك المعلومات بعيدة عن الواقع السياسي والاقتصادي بمناطق سيطرة “تحرير الشام” في إدلب وريف حلب، خاصة عدم وجود أي ارتباط أو تعامل بين الطرفين المتناقضين في الأهداف والأجندات السياسية.
وأوضح الأحمد في حديثه لأورينت نت: “نحن نستجرّ المازوت المكرر من ريف حلب الشمالي منذ عدة سنوات، وهم بدورهم يستجرّون النفط الخام من قسد وتكريره في حراقات منتشرة في مناطق ترحين وغيرها.. يعني نحن نشتري المواد من تجار مدنيين في ريف حلب الشمالي بعد إيصاله إلى منطقة إدلب عن طريقهم، ولا حاجة لنا بنفط خام من الآبار كونه لا يوجد عندنا حراقات”.
وتسيطر ميليـ.ـشيا قسد على مناطق شرق الفرات الغنية بأكبر مخزون نفطي في سوريا (80 بالمئة) وتسعى لبيع منتوجها النفطي في الأسواق المحلية والدولية وبأساليب ملتوية، كما اعتادت بيعه لنظام أسد “المعاقَب دولياً” عبر ميليشيات مرتبطة بتنظيم داعش.
فيما تعد “وتد” للبترول الذراع الاقتصادية الكبرى لـ “هيئة تحرير الشام” التي يقودها (أبو محمد الجولاني)، والتي تتحكم بأسعار المحروقات في مناطق سيطرتها بإدلب وأجزاء من ريف حلب، باعتبارها رافداً مهماً لحكومة “الجولاني” في المنطقة، في وقت تصف فيه “هيئة تحرير الشام عبر إعلامها الرسمي “ميليشيا قسد” بـ “المجموعات الانفصالية”، وكذلك تُدرِج الأخيرة “الهيئة” على قوائمها السوداء.
وتعاني محافظة إدلب والشمال السوري بشكلٍ عام أوضاعاً مأساوية نتيجة أزمات اقتصادية متزايدة، ولا سيما بعد الارتفاع الجنوني بأسعار كافة السلع الأساسية، وخاصة بعد أن رفعت شركة وتد أسعار المحروقات مرات عديدة في فترات متقاربة بسبب انخفاض قيمة الليرة التركية المعتمَدة في التداول في المنطقة.