بلا بذور أو جذور يتفتق تحت قشرة التربة بعد المطر الرعدي والبرق ..ما هو سر تشكل الكنز الغامض “الكمأة والفقع” وكيف يتم استخراجه؟ .. شاهد
يعتبر نبات الكمأة من أنواع المواد الغذائية الثمينة والغنية وموسمه فصل الربيع حيث يُشترط أن تكون الأمطار الرعدية قد هطلت على تربة صحراوية مستوية في وقت “الموسم” حتى يتفتق وينشأ,
ولمَّا كان بعضٌ من محبيه على قناعة لا تَقْبل جدلا، وهي أنه من فعل الرعد في أرض الصحراء، فقد تعارفوا على تسميته باسم نبات الرعد.
لقبت أيضا “بالألماس الأسود” ومازالت من قديم الأزل الى هذه اللحظة محاطة بالألغاز ، وخاصة بما يتعلق بدورة حياتها وبقيت مستعصية على الزراعة.
محتواها البروتيني عالي و يحتوي علي أملاح البوتاسيوم و الصوديوم و الماغنسيوم , وتستخدم الكمأة لمعالجة الرمد الربيعي
حيث روى البخاري عن سعيد بن زيد قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( الكمأة من المنّ و ماؤها شفاء من للعين ).
و جذب فطر الكمأة الناس منذ زمن طويل لما يمتلكه من سحر انحصر في رائحتها وأريجها الذي لا يقاوم؛ لهذا اللؤلؤ الأسود والأبيض تاريخ حافل أسر فيه ألسِنة المتذوقين
اكتشفها أجدادنا وهم يصطادون قوت يومهم ويحرثون أراضيهم، استخدموها كدواء أو كوجبة تسكت جوعهم، ولايزال هنالك رغم قلة عدد أفراد يفتشون عنها في الأرض.ويتدرج لونه من الأبيض إلى الأسود، أما حجمه وشكله يختلف حسب نوعه.
أسماء الكمأة
ويحمل الكمأة العديد من المسميات المشهور بين السكان المحليين، وهنا يوضح المختص، أن البادية السورية تحتوي على كافة أنواع الكمأة الثلاثة وهي (الزبيدي، والحرقة والهبري).
وحول توزع هذه الأنواع حسب نوعية تربة الأرض، فإن “الزبيدي”، يتواجد في المنطقة التي يكون نوعية التربة فيها مائلة إلى البياض، في المناطق الصخرية،
أما النوع الثاني “الحرقة”، فتتواجد في المناطق التي تكون تربتها حمراء، وفي الوديان الرملية، فيما يتواجد النوع الثالث “الهبري”، في جميع الأراضي.
ويعتبر الكمأة السوري من أجود أنواع الكمأة، ويتميز بطعمه، وبشكله عن باقي أنواع الكمأة في دول أخرى.
ولا بد من التنويه إلى أن طرق تحضير الكمأة، تختلف من منطقة لأخرى في سوريا، فيمكن حمسها مع اللحم، أو سلقها وتناولها مع رشات من الملح، وغيرها، فيما تعتبر الكمأة من النباتات القابلة للتخزين في معلبات وتناولها في غير موسمها.
أين يمكن البحث عن الكمأة؟
ينمو نبات الكمأة بعد هطول الأمطار في فصل الربيع بجانب جذور الأشجار الضخمة على عمق يتراوح ما بين 5 إلى 15 سنتيمتر، تحت سطح الأرض، ويفضل التربة الجيرية أو الكلسية والطينية، بالإضافة أنه لا يتم زراعته، بل يتم تشكله نتيجة عوامل طبيعة.
وللكمأة فوائد صحـ.ـية وطـ.ـبية لا تعد ولا تحصى، وأولها يعـ.ـالج اضطرابات العـ.ـين وضعف الـ.ـرؤيـ.ـة، وكما يعتبر عـ.ـلاج قوي لهشـ.ـاشة العظـ.ـام
ويستعمل أيضاً لعـ.ـلاج هـ.ـشاشة الأظـ.ـافر وسرعة تكسرها أو تقصـ.ـفها وعـ.ـلاج تشقق الشـ.ـفتين، ويحتوي على نسبة عالية من الدهـ.ـون والبـ.ـروتين.
تكاد تصبح زراعة هذا الفطر شبه مستحيلة فهو إلهي التخلق حيث ينتج عندما تحدث شرارة كهربائية “البرق” في الجو ليتحد النتروجين مع الهيدروجين الموجودين في طبقات الجو
فينتج من هذا التفاعل مركب أميني ويدور بحركة سريعة ليصل إلى الاملاح والمعادن الموجودة في أعماق التربة فتتشكل درنة ذات مذاق ورائحة تولد نكهة تأخذنا إلى عالم آخر.
موسم الكمأة في البادية السورية: مذاق فاخر ومخاطر تُهدد حياة من يجمعونه
يُعرف نبات الكمأة، بأنه ينمو مع اشتداد الرعد وغزارة الأمطار على شكل درنات تشبه حبات البطاطا، على عمق سانتيمترات، وله علامات ظاهرة،
فهو لا أوراق له، وينمو بالقرب من النباتات الصحراوية، حيث يبدأ الأهالي بعمليات جمع الكمأة بعد تساقط الأمطار.
مواقع نمو الكمأة
وبما يخص مواقع نموه في البادية السورية، أوضح أحد المختصين بجمع الكمأة خلال فترة بدء موسمه، في الشهور الأربعة الأولى من العام،، أن جميع الأراضي تحتوي على الكمأة، ولكن في بعض المناطق تكون قليلة جدا
أما أهم المناطق التي يوجد بها بكثرة هي في مناطق شرق نهر الفرات، وتحديداً في (مكعط و زروبة ومريغان تقعان شرق الروضة)، وأيضاً في (منطقة العلوني والسبعة وظهر شبوط التي تقع في بادية هجين والباغوز شرقاً).
وكذلك في كبد غرب منطقة الروضة، قرب الحدود السورية العراقية، وأيضاً في عدة مناطق جنوب شرق الحسكة، وتحديداً في (أم غربة، ومصلحة الشيخ، وعنايات والحنادي).
أما بالنسبة لمواقع غرب نهر الفرات، فإن أكثر المناطق، التي يتواجد فيها الكمأة هي (جب وجبيب تقع شمال شرق حقل الكم بـ 35 كيلومترا).
إضافة إلى مناطق (شعيب الوعر، والدماليغ والصرايم والنقش وحميمة وفيضة ابن اموينع واخضرمي)، وهذه المناطق تقع بين محطة الكم ومخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، هذا فضلاً عن مناطق (البشري وكباجب والشولا – التبني) علي طريق دير الزور – تدمر.
وكذلك ينمو نبات الكمأة، في منطقة بادية معدان في ريف الرقة، وقرب بلدة السخنة بريف حمص الشرقي، الواقعة على اتوستراد تدمر – دمشق.