كل سكانها بلا استثناء مليارديرات.. والدخل الشهري للفرد 3 دولار.. كيف يعيشون؟
يحلم الجميع بأن يكون رصيده البنكي كبير، وفي الغالب الأعم لا يتجاوز الرصيد البنكي في الأحوال الجيدة للفرد العادي الـ 60 ألف دولار.
قلة ممن نعرف يبلغ رصيده البنكي 1000000 دولار أو أكثر، حتى حول العالم يعتبر الرقم مليون رقم كبير جداً في البنك وفي التعاملات الفردية والتجارية.
ويرغب الكثير بالحصول على رقم مليون كرصيد في البنك، ولأجله يشترون مرات ومرات أوراق النصيب منتظرين وقوف العجلات عند رقم الورقة التي يملكون ليصبح في رصيدهم البنكي رقم مليون.
المال يفتح أمامك الأفاق فما بالك لو امتلكت مليون في رصيدك البنكي؟
هناك دولة صغر فرد فيها يملك 10 مليون وهذا ليس رقماً صـ.ـعباً هناك، بل إن الحكومة ولتسهيل عمل المواطنين والحركة التجارية طبعت ورقة نقدية بقيمة المليون، حتى لا يضـ.ـطر المواطن لحمل رزم المال الكثيرة أو حقائب المال عند التنقل.
تمهل يا صديقي فليس كل ما يلمع ذهباً… وليس كل حلم سهل التحقيق..
قبل أربعة عقود
في ثمانينات القرن الماض شهدت بلاد الشام وخاصة لبنان وبعدها الفلسـ.ـطين ومن ثم سـ.ـوريا موجـ.ـة هجـ.ـرة واسعة وكبيرة نحو أمريكا اللاتينية بحثاً عن الأمـ.ـن والاستقرار والازدهار المادي.
كانت الوجهة فنزويلا وما تزال تلك الدولة الأمريكية أمل الكثيريين، وما تزال السفارات الفنزويلية تسهل علمية الفيزا والسفر إليها، لكن انعد.مت الراغبين بالهجرة والسفر للبلد الغني الفقير.
تسبح فنزويلا على بحر من النفط يعتبر رقم واحد في الاحتياطي النفطي العالمي، لكن سكانها فقراء.
المليارديرات كثر هناك كثر لحـ.ـد لا يمكنك إحصائهم، والقطعة النقدية من فئة المليون موجودة بإيد الصغار أيضاً.
نَعُم المهاجرون العرب في بداية هجرتهم للبلد الجديد بالازدهار المادي وأرسلو المبالغ الطائلة لأهلهم في الوطن وبنوا وأسسو تجارات كبيرة ووصلوا لأعلى المراتب السياسية والتجارية، لكن الأمور اليوم ليست كما كانت.
بداية القصة
تعوم فنزويلا على بحر من النفط، جعل البلاد تعتمد بشكل أساسي عليه وراهـ.ـن شافيز على النفط الفنزويلي كثيراً.. لكنه أغرق البلاد في الفـ.ـوضى والعجـ.ـز الاقتصادي.
يقول الكاتب نيكولاس غالنت، إن فنزويلا دولة غنية بالنفط، حيث قدرت احتياطاتها المؤكدة بنحو 303 مليارات برميل في نهاية سنة 2017، وفقا لما أفاد به الأستاذ في مدرسة غرونوبل للإدارة جورج فانيل.
لكن من ناحية أخرى، دفعت وفرة الذهب الأسود الرئيس السابق هوغو تشافيز إلى المراهـ.ـنة أكثر على النفط، على حساب قطاعات اقتصادية أخرى.
ونتج عن ذلك اقتصاد غير متنوع بما فيه الكفاية، حيث يمثل النفط 90% من حصيلة صادراته، حسب إيريك دور.
وأدت تقـ.ـلبات أسعار النفط إلى تراجع حـ.ـاد للناتج المحلي الإجمالي وعائدات البلاد بشكل حاد.
ويشير الخبير إريك دور إلى أن هذه التبعية للنفط تشكل مشـ.ـكلة بالنسبة للاقتصاد، فضلا عن أن إدارة الاقتصاد سيـ.ـئة للغاية لدرجة عد.م صيانة المنشآت النفطية ومصافي البلاد.
وبحسب الكاتب، انهـ.ـارت عائدات الصادرات على خلفية الأز.مة المالية والاقتصادية العالمية في 2008، وفقـ.ـدت أسعار النفط ثلاثة أرباع قيمتها في غضون بضعة أشهر فقط.
ونقل التقرير عن الخبير الاقتصادي قوله إن “العـ.ـجز العام ارتفع بشكل ملحوظ جدا، ذلك أن الدولة لم تسيـ.طر على إنفاقها”.
ومن أجل السيـ.ـطرة على هذا العـ.ـجز العام -يقول الكاتب- طبعت كراكاس الكثير من الأوراق المالية، لتنـ.ـهار بذلك قيمة البوليفار مقابل الدولار، مما دفـ.ـع الفنزويليين إلى تحويل أجورهم من البوليفار في السوق السوداء.
وبحسب الكاتب، أدى انهـ.ـيار البوليفار إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة، مما زاد نسبة التضخم.
وقال إنه من المتوقع أن يصل ارتفاع أسعار المستهلك إلى عشرة ملايين في المئة العام الحالي، وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي.
قال البنك المركزي الفنزويلي، إنه وسّع نظامه النقدي من خلال إصدار ثلاث أوراق نقدية جديدة من بينها واحدة تبلغ قيمتها مليون بوليفار، في ظل التضخم الجامـ.ـح.
وهذه الأوراق النقدية الجديدة التي تبلغ قيمتها 200 ألف و500 ألف ومليون بوليفار «بدأ التداول بها تدريجيا من 8 مارس (آذار) 2021» من أجل «تلبية حاجات الاقتصاد الوطني» وفق ما قالت الجهة المصدرة في بيان.
لكن هذه الأوراق مجتمعة لا تمثل ما يعادل دولارا أميركيا الذي يستبدل حاليا به 1.88 مليون بوليفار.
ويبلغ سعر كيلوغرام من الطماطم وثماني قطع خبز و250 ملّلتر صودا أو صابون ر.ديء النوعية، حوالى مليون بوليفار في فنزويلا التي يعـ.ـاني اقتصادها للسنة الرابعة من التضخم المفرط الذي وصل إلى نحو ثلاثة آلاف في المائة في 2020.
السكان يعـ.ـانون من الجوع…
يعـ.ـاني الفنزويليون من الجوع ففي استطلاع سنوي لظروف المعيشة ( Enconvi 2017)، قال 8 من كل 10 استطلعت آراؤهم بأنهم يتناولون كميات أقل من الطعام وذلك لشح الغذاء.
كما قال 6 من كل 10 إنهم يأوون الى النوم وهم جياع لعدم قدرتهم على شراء الطعام.
أكدت دراسة ( Econvi 2017) أن:
الأطعمة التقليدية تتنـ.ـاقص من حيث الحجم والنوعية
أن 9 من كل 10 من السكان لا يتمكنون من ابتياع ما يحتاجونه يوميا من غذاء
أن 8,2 مليونا من الفنزويليين لم يتسن لهم الا تناول وجبتين في اليوم أو أقل
أن الغذاء الذي يتناوله الفنزويليون يفتـ.ـقر الى الحديد والفيتامينات وغيرها من المواد الأساسية
نتيجة لذلك، يلجأ الفنزويليون الى خضروات وأطعمة منسية كانت توصف في الماضي بانها “غذاء الفقراء”.
فنبات “اليوكا”، يعد الآن بديلا زهيد الثمن للبطاطس.
وبالإمكان غلي اليوكا او قليها – الأمر الذي لجأت الي شركة ماكدونالدز في عام 2015، عندما تحولت من البطاطس الى اليوكا في فنزويلا.
وتشير الوقائع بأن لبنان يسير على خطى فنزويلا.
وكالات