“صفقة كبرى في الانتظار”.. بشار الأسد ورقة بيد “بوتين” سيفاوض عليها عندما يجد الثمن المناسب!
ازدادت التكهنات في الآونة الأخيرة حول مدى تأثيرات الأزمة الأوكرانية على الوضع في سوريا عموماً وإمكانية أن يتجه بوتين والدول الغربية لمقايضة ما بين الملفين تزامناً مع تصاعد العملية العسكـ.ـرية الروسية ضد أوكرانيا وما رافقاها من ردود أفعال غربية غاضبة.
وتشير معظم التقارير إلى أن القيادة الروسية ربما تجد نفسها مضطرة في قادم الأيام نتيجة الضغوطات التي تعرضت لها مؤخراً بشأن الملف الأوكراني إلى عقد صفقة كبرى مع أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي تتعلق بمصير “بشار الأسد” ومستقبل الوضع في سوريا.
وضمن هذا السياق، يرى الباحث في الشأن الروسي “سامر الياس” في حديث لموقع “الحل نت” أن القيادة الروسية في المدى المنظور ستواصل تقديم الدعم لنظام الأسد، لكن فقط على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي في المحافل الخارجية.
وأوضح الباحث أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” يرى في سوريا وبشار الأسد ورقة في يده يمكنه التفاوض عليها عندما يجد الثمن المناسب.
وأشار إلى أن روسيا من المرجح أن لا تدعم نظام الأسد خلال الفترة القادمة من الناحية الاقتصادية وحتى من الناحية السياسية، وذلك في ظل تصاعد حدة الخـ.ـلاف بين موسكو ودول الغرب بشأن الغـ.ـزو الروسي لأوكرانيا.
وبيّن أن الملف السوري بالنسبة للروس يبقى مرهوناً بصفقات أكبر بين القيادة الروسية والإدارة الأمريكية، مشيراً إلى أن الصفقة الكبرى بين البلدين بشأن سوريا لم يحن وقتها بعد.
كما نوه “الياس” في سياق حديثه إلى أن النظام السوي يريد أن يوحي بأنه والشعب السوري يدعمون ويساعدون روسيا، لكن في حقيقة الأمر ليس لديهم ما يقدموه باستثناء إرسال المرتـ.ـزقـ.ـة للقـ.ـتـ.ـال بجانب روسيا على الأراضي الأوكرانية.
وكان الرئيس الروسي قد أيد يوم أمس جلب ما وصفهم بـ”المتطوعين” من الشرق الأوسط لمساندة القـ.ـوات الروسية في إقليم دونباس، وذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” أن عدد أولئك “المتطوعين” يبلغ نحو 16 ألف.
وحول الفائدة التي ستجنيها روسيا من دعم نظام الأسد لها في أوكرانيا، أشار “الياس” إلى أن القيادة الروسية تستـ.ـفيد من الـ.ـدعم السوري في الإيـ.ـحـ.ـاء بأن هناك مجموعة من الـ.ـدول والشعوب التي تـ.ـدعـ.ـم حــ.ـربها في أوكرانيا، ومن بينها سـ.ـوريا.
أما بخصوص النظام السوري، فهو يسعى بشكل دائم لتثبيت أركان حكمه وسلطته بأي وسيلة كانت، حيث يريد نظام الأسد أن يوصل رسالة للعالم مفادها أن له حلفاء أقوياء.
تجدر الإشارة إلى أن الباحثة الإسرائيلية ومديرة المشروع البحثي حـ.ـول سوريا في معهد أبحـاث الأمـن القومي في جامعة تل أبيب الدكتورة “كارميت فالنسي” قد رجحت أن يؤثر الغـ.ـزو الروسي لأوكرانيا بشكل كبير على الوضع في سوريا وأن يترك تداعيات وتبعات سلبية على حكم “بشار الأسد”.
وتوقعت الباحثة في تصريحات صحفية أن يكون “بشار الأسد” الخاسر الأكبر وأن يدفع ثمناً باهظاً نتيجة تأييده ودعمه لروسيا في أوكرانيا.