الكويت تتخذ موقفاً حاسماً تجاه “بشار الأسد” وتدعو إلى تحرك عاجل وشامل في سوريا عقب زيارته للامارات
اتخذت دولة الكويت موقفاً حاسماً تجاه رأس النظام السوري “بشار الأسد”، داعية إلى تحرك عاجل وشامل بخصوص العديد من المسائل المتعلقة بالملف السوري، وذلك بالتزامن مع زيارة أجراها “الأسد” إلى دولة الإمارات العربية مساء يوم الجمعة الماضي.
وأعربت الكويت عن قلقها البالغ حيال مـ.ـصير كافة المفقودين نتيجة الأحداث التي شهدتها سوريا خلال السنوات الماضية.
ودعا مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة “جمال الغنيم” في كلمة له ألقاه في جنيف أمام الدورة 49 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى وضع حد لممارسات الاحتـ.ـجاز التعــسفي والاختفاء القسـ.ـري لعشرات آلاف السوريين.
وأكد “الغنيم” على ضرورة التحرك العاجل والشامل من قبل مختلف الأطراف من أجل الكشـ.ـف عن مـ.ـصير المفقودين.
وشدد السفير الكويتي على أن بلاده مازالت على قناعة تامة بأن الحل في سوريا لن يكون عبر العمليات العسكـ.ـرية، منوهاً إلى أن الحل الوحيد القابل للتطبيق هناك يتمثل بمسار التسوية السياسية التي تلبي تطلعات الشعب السوري وفق بيان جنيف عام 2012 واستناداً لما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
كما أعلن “الغنيم” أن بلاده تدين بشدة انتهـ.ـاكات حقوق الإنسان كافة التي يعـ.ـاني منها أبناء الشعب السوري الشقيق.
ونوه إلى أهمية تكثيف الجهود الدولية والعمل من أجل إنهاء الصـ.ـراع والتوصل إلى حل حقيقي وشامل يلبي مطالب وطموحات كافة السوريين.
وأوضح المسؤول الكويتي أن الممارسات الوحـ.ـشية التي تعرض لها الشعب السوري طيلة السنوات الماضية كبدته خسائر بشـ.ـرية كبيرة، وأدت إلى نزوح ملايين السوريين بعيداً عن ديارهم.
وأضاف: “إننا نشعر بالأسـ.ـى من استمرار الصـ.ـراع السوري للسنة الحادية عشر وعلى وجه الخـ.ـصوص نشعر بالقــ.ـلق الشديد من معـ.ـانـ.ـاة الملايين من السوريين من تبعات النـ.ـزوح الداخلي واللجـ.ـوء نحو دول الجـ.ـوار وغيرها من البلدان”.
وطالب السفير الكويتي المجتمع الدولي بأن يولي أهمية قـ.ـصوى للكـ.ـارثة الإنسانية التي تدور أمام أعين الجميع، منعاً لحدوث تداعيات إضافية في الفترة المقبلة.
كما أعرب “الغنيم” عن أمل بلاده بأن يتوصل مجلس الأمن الدولي إلى توافق حول تجديد القرار 2585 في شهر تموز/ يوليو القادم المتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأراضي السوري عبر الحدود البرية.
وتأتي أهمية التصريحات الكويتية كونها تزامنت مع زيارة أجراها رأس النظام السوري “بشار الأسد” إلى الإمارات مساء يوم الجمعة، وذلك في إطار الجهود الروسية الإماراتية المشتركة لإعادة تعويم الأسد وتأهيله من جديد تمهيداً لإعادة النظام السوري لشغل مقعده في مجلس الجامعة العربية.
ويؤكد محللون أن الموقف الكويتي الحاسم وفتح السفير “الغنيم” لملف المعتـ.ـقلين وملف الممارسات الوحـ.ـشية المرتكبة بحق السوريين في السنوات الماضية بهذا التوقيت تحديداً، يعد بمثابة رسالة حاسمة لبشار الأسد ونظامه بأن الكويت لا يمكن أن تؤيد خطوات التطبيع معه بعد كل ما فعله بالشعب السوري.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا تعول على دولة الإمارات بشكل كبير لقيادة جهود إعادة تأهيل نظام الأسد وإعادته إلى محيطه العربي خلال الفترة المقبلة.