الغـ.ـزو الروسي لأوكرانيا يدفع الاتحاد الأوروبي لاتخاذ استراتيجية عسكرية غير مسبوقة تفاجئ العالم
أعلن الاتحاد الأوروبي عن استراتيجية عسكرية مستقلة وغير مسبوقة، وذلك ضمن الخطوات التي يبحثها ويناقشها الاتحاد للرد على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم الإثنين قبل اجتماع مع وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي: “سنُقر بوصلة استراتيجية ستجعلنا أقوى عسكرياً، وهي لا تشكل رداً على الحـ.ـرب في أوكرانيا، لكنها جزء من الرد، حسبما نقلت وكالة الأناضول.
وأكد خلال اجتماع لوزراء الدفاع والخارجية للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية، بروكسل، الإثنين، أنهم ناقشوا وثيقة “البوصلة الاستراتيجية”، والمستجدات الأخيرة في أوكرانيا، فضلاً عن فرض عقوبات جديدة على روسيا، خاصة في قطاع النفط.
وبحسب الوثيقة التي أُعدت لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد واطلعت عليها وكالة فرانس برس، فإن البوصلة أو الخطة الاستراتيجية تقضي بتشكيل قوة عسكرية قوامها 5 آلاف مقاتل وزيادة إنفاق الاتحاد العسكري، حتى يتمكن من تنفيذ التدخلات بمفرده مع حلول عام 2025.
وحذرت الوثيقة أن “الاتحاد الأوروبي مجتمعاً غير مجهز للتعامل مع التهـ.ـديدات والتحديات” الراهنة.
وستتكون القوة من “مكونات برية وجوية وبحرية” ومجهزة بقدرات نقل لتكون قادرة على “تنفيذ تدخلات لإنقاذ وإجلاء المواطنين الأوروبيين” العالقين في نزاع. وافتقد الأوروبيون لهذه القدرة للحلول مكان الأمريكيين أثناء إخلاء كابل في أغسطس 2021.
وسيستخدم الاتحاد الأوروبي مجموعات القتال التي تم إنشاؤها في عام 2007 لتشكيل قوة الرد هذه المكونة من خمسة آلاف جندي.
وأشارت إدارة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى أن “مجموعات القتال جاهزة للعمل لكن لم يتم استخدامها أبداً، بسبب الافتقار إلى الإرادة السياسية والوسائل المالية”.
الناتو والاتحاد الأوروبي
وستتم مناقشة الالتزامات العسكرية للاتحاد الأوروبي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، في قمة استثنائية لحلف شمال الأطلسي، يعقبها اجتماع لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي مكرس لبحث عواقب الحـ.ـرب في أوكرانيا على الأمن في أوروبا.
وسيكون تقاسم كلفة القدرات المنشورة في دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا وسلوفاكيا مدرجاً للنقاش على جدول الأعمال.
ولم يتم تضمين أي هدف كمي في الالتزامات التي قدمها الاتحاد الأوروبي. لكن جميع دول حلف الشمال الأطلسي، 21 منها أعضاء في الاتحاد الأوروبي، تعهدت بتخصيص 2 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري في عام 2024.
وأعلنت ألمانيا وبلجيكا والدنمارك، وهي ثلاث دول متخلفة جداً عن هذا الالتزام، زيادة ميزانياتها.
كما سيستثمر الأوروبيون في القدرات التي يفتقرون إليها حالياً، ومنها الطائرات المسيرة وأنظمة القتال والدبابات وأنظمة الدفاع المضادة.
وفي 24 فبراير، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقـ.ـوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي “الناتو” والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلاً في سيادتها”.