خبير بالشأن الروسي يتحدث عن تطورات كبرى قادمة تتعلق بالتواجد الاقتصادي والعسكري لروسيا في هذه المحافظات السورية
ازدادت التكهنات في الآونة الأخيرة حول تأثيرات وتداعيات العملية العسكـ.ـرية الروسية ضد أوكرانيا على التواجد الروسي في سوريا، وذلك وسط تقارير صحفية تحدثت عن تطورات كبرى قادمة ستطال الملف السوري وتقلب الموازين على الأراضي السورية.
وضمن هذا السياق، يرى الأكاديمي والخبير في الشؤون الروسية “محمود حمزة” أن روسيا قد اتخذت قراراً بتقليص تواجدها في سوريا وبدأت بالفعل بنقل بعض المعدات والآليات والعناصر إلى أوكرانيا خلال الأيام القليلة الماضية.
وأشار إلى أن روسيا من المرجح أن تقلص مزيداً من حضورها الاقتصادي والعسكري في سوريا خلال المرحلة المقبلة، وذلك مع الإبقاء على حضورها السياسي في الملف السوري من أجل استخدامه كورقة ضغـ.ـط دولية، وفق تعبيره.
ونوه “حمزة” في سياق حديثه أن روسيا بدأت تسعى مؤخراً بقوة إلى إعادة نظام الأسد لشغل مقعده في مجلس الجامعة العربية، لافتاً أنه من الوهم عودة النظام إلى الحـ.ـاضنة العربية في ظل الظروف الراهنة رغم الجهود الدبلوماسية الكـ.ـبيرة التي تبذلها موسكو في هذا الشأن.
ولفت الخبير في الشأن الروسي في حديث لموقع “العربي الجديد”، أن روسيا ستواصل استخدام الملف السوري كورقة ابتـ.ـزاز في ظل الـ.ـحـ.ـرب على أوكرانيا.
فيما يرى محللون آخرون أن استمرار العملية العسكـ.ـرية الروسية ضد أوكرانيا لفترة أطول ستؤدي إلى تغيرات ميدانية كبرى على الأراضي السورية، وذلك لأن روسيا كلما غاصت أكثر في المستنقع الأوكراني فإنها ستقلص تواجدها في سوريا وترفع يدها شيئاً فشيئاً عن دعم “بشار الأسد” ونظامه.
من جهته يعتقد الباحث والحقوقي السوري “رضوان زيادة” أنه الموقف الروسي حيال الملف السوري لم يطرأ عليه أي تغيرات لا قبل العملية العسكـ.ـرية ضد أوكرانيا ولا بعدها.
وعلى الرغم من اعتقاده هذا، إلا أن الباحث السوري يرى بأن ما يحدث في أوكرانيا ربما يساهم بشكل كبير بعودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاهتمام بالملف السوري ومنطقة الشرق الأوسط عموماً.
واستدرك زيادة في ختام حديثه للموقع قائلاً: “لكن علينا أن ننتظر ونرى كيـ.ـف ستخـ.ـرج روسيا من أوكـ.ـرانيا، مهـ.ـزومة، أم منتصرة”، على حد وصفه.
وكان سفير “بوتين” في دمشق “ألكسندر يفيموف” قد أدلى قبل أيام بتصريحات جديدة هامة، مشيراً إلى أن سوريا مقبلة على تطورات كبرى في المرحلة القادمة.
ولفت المسؤول الروسي إلى العلاقات التي تربط بلاده ببعض الدول المعنية والمؤثرة في الملف السوري ربما ستشهد تغيراً كبيراً في الفترة المقبلة.
وأوضح “يفيموف” أن تل أبيب بدأت في الآونة الأخيرة باستفـ.ـزاز روسيا، وذلك عن طريق تصعـ.ـيدها العسكـ.ـري وتكرار قـ.ـصـ.ـفها لمواقع تابعة لنظام الأسد وإيران وسط انشغال الجـ.ـيش الروسي في أوكرانيا.
وألمح الدبلوماسي الروسي إلى وجود خطة تقودها دول الغرب ضد روسيا في سوريا، مبيناً أن الاستفزازات التي تقوم بها إسرائيل هدفها دفع موسكو للرد، وهو ما تريده الدول الغربية من أجل استخدام ذلك كذريعة للتدخل في سوريا، الأمر الذي سيؤدي إلى تصعـ.ـيد كبير في المنطقة.