يخاف على ابنه ولكنه …
تقول الحكاية إن هناك رجلاً عنده ولد وولده عنده ولد..
وفي يوم من أيام الصيف الحارة وفي وقت الذروة بعد صلاة الظهر دخل الرجل بيته قادماً من المسجد وشاهد إبنه يعمل في وسط فناء البيت في جو حار وشمس ساطعة موهجة..
فقال الأب لإبنه: ماذا تعمل يا بني في هذا الوقت الحار وقت الظهيرة ؟ فقال له إبنه إنني يا أبي أصلح العريش، ..
فقال له والده ولماذا لا تتركه إلى ما بعد العصر يكون الجو ألطف وأحسن من الأن؟! فأنا خائف عليك وأخشى أن تصيبك ضربة شمس .
فقال له إبنه ولكني لا أشعر يا أبي بالشمس ولا بحرارتها، فقال الأب ولكنها مضرة لصحتك أترك هذا العمل إلى ما بعد صلاة العصر يكون الجو قد تحسن والظل نزل،..
فقال له الولد الله يهديك يا والدي أنت كلما رأيتني أعمل ومتحمساً للعمل بدل أن تشجعني تضعف عزيمتي بنصائحك أرجوك يا أبي اذهب وأتركني لحالي،..
فقال له والده ولكني خائف عليك، فقال له الولد لا تخف واذهب أرجوك فقال الأب: حاضر سأذهب فذهب الوالد إلى داخل المنزل ولقي إبن إبنه جالسا يلعب على الحصيرة وكان عمره حوالي ثلاث سنوات..
فقال له جده ماذا تفعل هنا يا غلام ؟ فقال ألعب يا جدي، فقال له الجد أنت جالس تلعب هنا وأبوك يعمل لوحده إذهب وساعده، فقال له الإبن الصغير: حاضر يا جدي ..
وخرج من الغرفة لكي يساعد والده فالتفت الولد وإذا بولده يحوم حوله يريد مساعدته، فقال له ماذا تعمل هنا ؟ فقال الولد أريد أن أساعدك يا أبي،..
فقال له تساعدني في هذه الشمس المحرقة! هيا إذهب إلى الداخل حتى لا تؤذيك حرارة الشمس هيا إذهب… فقال الأب الكبير لا يا ولدي دعه يساعدك،..
فقال الولد لأبيه ولكني أخاف عليه من الشمس وأضرارها، فقال له الأب مثلما أنت خائف عليه أنا أيضا خائف عليك فاقتنع الولد وقال لأبيه الحقيقة أنك حكيم يا أبي فعلاً تخاف علي مثلما أنا أخاف عليه