إذا كنت على يقين أنك على صواب فلا تتنازل عنه لارضائهم…
نبدأ بتفاصيل القصة👈👈👈 يُحكى أن أحد الملوك تأخرتْ زوجته في إنجاب ولي العهد، فأرسل في إثر الأطباء من كل أرجاء المملكة…
وشاء الله أن يُجري شفاء الملكة على أيديهم فحملتْ الملكة بولي العهد وطار الملك بذلك فرحاً وأخذ يعد الأيام لمقدم الأمير…
وعندما وضعت الملكة وليدها كانت دهشة الجميع كبيرة، فقد كان المولود بأذن واحدة !!!!
انزعج الملك لهذا وخشي أن يصبح لدى الأمير الصغير عقدة نفسية تحول بينه وبين كرسيّ الحكم ، فجمع وزراءه ومستشاريه وعرض عليهم الأمر.
فقام أحد المستشارين وقال له: الأمر بسيط أيها الملك… اقطع اذن كل المواليد الجدد وبذلك يتشابهون مع سمو الأمير ….
أُعجب الملك بالفكرة وصارت عادة تلك البلاد أنه كلما وُلد مولود قطعوا له أُذنا… وما إن مضت عشرات السنين حتى غدا المجتمع كله بأذن واحدة.
وحدث أن شاباً حضر إلى المملكة وكان له أذنان كما هو في أصل خلقة البشر فاستغرب سكان المملكة من هذه الظاهرة الغريبة وجعلوه محط سخرية وكانوا لا ينادونه إلا (ذا الأذنين) حتى ضاق بهم ذرعا وقرر أن يقطع أذنه ليصير واحداً منهم !!!
هل يمكن لمجتمع ما أن يكون معاقاً بالكامل؟؟؟
نعم.. لقد حدث هذا آلاف المرات في تاريخ البشرية، فالله كان يرسل الأنبياء ليصححوا إعاقات المجتمعات الفكرية والسلوكية والدينية..
فمجتمع إبراهيم كان معاقاً بالشرك، وكان إبراهيم بينهم غريباً لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم….
ومجتمع لوط كان معاقاً بالشذوذ، وكان لوط بينهم غريباً لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم…..
ومجتمع شعيب معاقا بالربا والتطفيف، وكان شعيب بينهم غريبا لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم …..
عندنا قاعدة فقهية تقول:
(اجماع الناس على شيء لا يُحله)
(الخطأ يبقى خطأ ولو فعله كل الناس ، والصواب يبقى صوابًا ولو لم يفعله أحد)
العبرة….
لا تقطع أُذنك !!!!
إذا كنت على يقين أنك على صواب فلا تتنازل عنه لارضائهم…
إذا كانوا لا يخجلون بخطئهم، فلم تخجل أنت بصوابك.
وتذكر دومًا أن كلمة أكثر الناس ما جاءت في القرآن إلا وتبعها:
لا يعقلون…
لا يعلمون…
لا يشكرون..