قصة أم شوايل و الطفلة المعجزة
نبدأ بتفاصيل القصة👈👈👈 أم شوايل أو الطفلة المعجزة كما أطلق عليها البعض بعد أن تم إنقاذها في العام 2010م من بئر بعمق 38 مترًا ظلت فيه قرابة الـ”33″ يومًا،
بعد أن ألقى بها والدها في ذلك البئر بقرية ريفية، بإحدى مدن ولاية كردفان السودانية، عقابًا لإضاعتها لثلاث عنزات كانت ترعاهم.
ولكن اراده الله كان يأتي لها رجل كل مساء في البئر حاملاً إناء فيه لبن يعطيه لها لتشرب. وقبل أخراجها من البئر بليلة جاءها وأخبرها بانه لن يحضر لها غداً !!!
كانت البداية عادية طفلة لم يتجاوز عمرها الـ”14″ عامًا تساعد والدها في الرعي كما بقية أهل القرية حيث يساعد الصبيان أهاليهم في الرعي,
فتخرج من قبل شروق الشمس بصحبة عدد من النعاج لتعود في المساء، مرهقة لتسلب تلك المهام الشاقة طفولتها البريئة.
وفي ذات مساء عادت أم شوايل إلى والدها دامعة العينيين ترتجف من الخوف بسبب ضياع ثلاث عنزات من القطيع الذي كانت ترعاه، خوفًا من رد فعل والدها،
لكن لم تكن تدري بطفولتها، حينها أن تتعدى العقوبة الضرب والزجر، أو ربما الحبس لأيام داخل المنزل دون أكل أو شرب، حيث فاجئها والدها الغاضب، بحملها دون رحمة، ولم يستجب لصراخها، ولم تشفع لها دموعها، وألقى بها في بئرٍ عميقة بأطراف القرية يصل عمقه لـ38 مترًا.
خيرها الأب الغاضب بلا هوادة في أن تختار بين الموت لتلحق بوالدتها، أو أن يلقى بها في البئر العميقة،
وألهم الله الطفلة البريئة أن تختار البئر، ربما لأنها لم تكن تتخيل أن تنتزع الرحمة من قلب أبيها ويلقى بها، دون مراعاة لدموعها أو توسلاتها.
ظلت أم شوايل ما يقارب الشهر وثلاثة أيام قابعة في ظلمة البئر وسط الخفافيش والثعابين والعقارب والأرضة، التي التهمت جزءًا من ملابسها،
إلا أن إرادة الله شاءت أن يسقط غصن لشجرة داخل البئر، لتقف عليه الطفلة البريئة طيلة تلك المدة، ويحميها الله من لدغات العقارب التي وجد بعضها بشعرها عند إخراجها من البئر .
وفي ذات صباح قبيل أيام عيد الفطر المبارك من العام 2010م سمع طفل صغير كان يرعى بالقرب من البئر صوت الطفلة المعجزة وهي تصرخ وتنادي بمن في الخارج على أمل أن يكون أحدهم موجود، وينقذها،
واقترب الطفل من البئر وهو يرتعد لاسيما بعد حياكة القصص والخيالات حول وجود “جن ” بالبئر، وسألها إن كانت إنسانا أم جنًا، وأجابت عليه بصوت مختنق ومرهق، بأنها إنسان وأخبرته بأنها جائعة، وتريد خبزًا يسد جوعها،
وبالفعل أسرع الطفل للقرية، وأخبر أهلها بالواقعة، وتجمع أهل القرية أمام البئر وكرروا نفس السؤال على الطفلة، وبعد أن اطمئنوا، تطوع أحدهم وأنقذ الطفلة التي تحولت لهيكل عظمي، وعجزت عن الحديث والحركة بعد إخراجها وتم نقلها إلى أحد اقربائها في العاصمة الخرطوم لتخضع للعلاج.
وبنفسها قصت “أم شوايل”، أيامها في البئر المظلمة وعن الرجل الذي ظل يأتيها يوميًا حاملا قدحا مليئ بلبن يساعدها في شربه، وذكرت أنه قبل انقاذها بيوم أخبرها الرجل بأن هذا سيكون أخر يوم لها بالبئر، وأن أحدهم سيأتي وينقذها. بعد إنقاذها سميت نفسها
آمنة بنت وهب، وبدأت حياة جديدة بعيدة عن حياة البادية، وعن قساوة والدها فقد استقرت مع خالتها التي تسكن في العاصمة الخرطوم، ولم تبخل عليها بالحنان والعطف والرعاية لتتمكن الطفلة من تجاوز تجربتها القاسية، والعودة إلى حياتها الطبيعية.
تزوجت ام شوايل ( امنه بنت وهب ) ولكن في عام 2015 توفاها الله لتبقى سيرة فقيدة السودان أم شوايل من السير العطرة التي خلدتها منذ أن قام والدها برميها داخل البئر وبقائها حية بأرادة الله فضيلة الشيخ عبد الجليل الكاروري النذير الكاروري له بحث أصدره عن أم شوايل حيث أشار في ذلك البحث إلى أن الرجل الذي كان يأتي لأم شوايل في كل ليلة حاملاً إناء اللبن كان هو ملك كريم. واستدل مولانا بأن الملائكة لهم القدرة إلى التشكل وفقاً للأوامر الإلهية التي تصدر لهم من المولى عز وجل.