يسير وبجانبه أسد..أجبر أمريكا على دفع الجزية
نبدأ بتفاصيل القصة 👈👈👈 يسير وبجانبه أسد، أجبر أمريكا على دفع الجزية، وتعترف البلاد بزعامتها على البحار، قتله الروس بالسم..
قام بصيد أسد صغير، وقام برعايته وتربيته، وأخذه معه لكل مكان يذهبه.
فكبر الأسد والذي اعتاد أن يسير بجانبه، ليكون هذا الأمر أحد مظاهر الهيبة المرتبطة به.
قاد حربا ضد أمريكا أدت في نهايتها أن تدفع له امريكا 40 ألف دولار أمريكي و 25 ألف دولار سنويا
من هنا سوف نكمل معكم قصة القائد التاريخي...حسن باشا جزايرلي
نشأته
ولد في عام 1714م واسمه الحقيقي حسن بن المختار أبو شنب، وأما أصوله فيقال أنه جورجي من بلاد القفقاس ويقال أنه عربي من إحدى قرى معسكر في الجزائر،
وبالمحصلة إعتبر نفسه جزائريا، فكان لقب “جزايرلي” هو اللقب الذي طلب أن يكون مقدما على إسمه، وكذلك إعتمد اللغة العربية لغة رسمية في الإتفاقيات الرسمية التي سينفذها، وجعل الجزائر في مقدمة الدول البحرية.
وفي صغره سافر مع أبيه إلى تركيا فرعته إحدى العائلات الغنية في منطقة تيكرداغ في تركيا، وفي عام 1735م انخرط في سلك العسكرية العثمانية وشارك في حرب النمسا وأظهر بطولة في حصار بلغراد.
ذهابه للجزائر ثم هروبه منها
في عام 1745م قرر أن يذهب إلى الجزائر ويضم سفينته “شهباز البحري” التي يملكها للأسطول الجزائري، وترقى إلى أن اصبح رئيسا لميناء تلمسان، ولكنه لم يستمر طويلا حيث اضطر للهرب إلى اسطنبول بعد أن حاول حاكم الجزائر أن يقتله ليتخلص من منافسته له.
وخلال تواجده في الجزائر قام بصيد أسد صغير، وقام برعايته وتربيته، وأخذه معه لكل مكان يذهبه، فكبر الأسد والذي اعتاد أن يسير بجانبه، ليكون هذا الأمر أحد مظاهر الهيبة المرتبطة بحسن باشا جزايرلي.
قائد البحرية العثمانية
عاد إلى اسطنبول وانضم للبحرية العثمانية وترقى إلى اصبح احد قادة المناطق في عام 1761م، وفي عام 1767م ترقى وحصل على لقب “باشا”، وفي عام 1770م تلقى الاسطول العثماني هزيمة قاسية في معركة شسما أمام الروس، وكان حسن باشا أحد القادة القلائل الذين نجوا من المعركة، وتمكن من إخراج القوات التي تحت قيادته، وإستطاع أن يصد الروس ويلحق بهم الخسائر رغم أنه لم يتلقى دعم، حيث ذهب سرا إلى جزيرة ليمنوس وجلب منها متطوعين، وعاد وهاجم الروس.
وبهذا قام السلطان العثماني مصطفى الثالث بتعيينه قائدا للقوات البحرية العثمانية، فقام حسن باشا بإعادة ترتيب القوات البحرية وجعل الأسطول الجزائري في مقدمة الاساطيل وقام بتأسيس الأكاديمية البحرية في عام 1773م.
حربه مع الظاهر عمر الزيداني
في صيف 1775م، قام حسن باشا بمهاجمة فلسطين لإنهاء الدولة الزيدانية فيها والتي كانت مستقلة عن الدولة العثمانية، وحاصر عاصمتها عكا، وقام بمراسلة حاكم فلسطين الظاهر عمر وعرض عليه الصلح، وأنه مستعد أن يوجد صيغة تفاهم بينه وبين السلطان بمقابل أن يدفع الظاهر السنوات التي تخلف عن دفع الأموال فيها للدولة العثمانية بالإضافة إلى أموال يدفعها له بشكل شخصي، ولكن الظاهر عمر رفض في النهاية.
فقامت سفن حسن باشا بقصف عكا، وفي الجهة المقابلة حدثت خيانة في قوات الظاهر عمر حيث رفضت مدفعيته القصف وإذا قصفوا تعمدوا أن لا يصيبوا السفن العثمانية، فكانت مدفعية الظاهر تتعمد توجيه نيرانها بعيدًا عن القوات البحرية التابعة لحسن باشا، لتكون هذه نهاية الظاهر عمر الذي قتل في نفس العام.
إجباره لأمريكا أن تدفع الإتاوات
قاد حربا ضد أمريكا أدت في نهايتها أن تدفع له 40 ألف دولار أمريكي و 25 ألف دولار سنويا، وكان أسطول الجزائري هو القائم بهذه الحرب.
حيث في تموز عام 1785 تعرّضت الأساطيل الجزائرية لـ11 سفينة أمريكية، واستولوا على بعض تلك السفن وساقوها إلى السواحل الجزائرية، ولم تكن الولايات المتحدة قادرة على رد الهجوم أو حتى على استرداد سفنها المختطفة بالقوة العسكرية
ودفع ذلك الجزائر إلى إعلان الحرب على أميركا والحجز على سفينتيْ “ماريا” و”دوفين” في عرض المحيط الأطلنطي (عام 1785).
وهنا لم يجد الأميركيون مخرجًا سوى فتح المفاوضات المباشرة لإطلاق سراح الأسرى المعتقلين، عن طريق تفويض بعثة جون لامب، ولكن الجزائر اشترطت 60 ألف دولار مقابل تحرير 21 معتقلا مما أدى إلى فشل المقايضة.
وعلى إثر ذلك بعث الأسرى بتقارير إلى بلادهم يقترحون “اتباع نفس طريقة الدول الأوروبية مع الجزائر، بالاعتراف لها بالسيطرة على البحر المتوسط، ودفع الجزية (حقوق الحماية)” كما جاء في رسالة أحد المعتقلين إلى جيفرسون سنة 1786.
وهذا ما فتح الباب من جديد للمفاوضات بين البلدين، وخاصة بعد قبض الجزائريين على 11 سفينة أميركية أخرى على متنها 119 أسيرا، مما اضطر واشنطن إلى اعتماد 40 ألف دولار لتحرير المعتقلين، إضافة إلى 25 ألفا مستحقات سنوية للجزائر
السيطرة على مصر
قام في عام 1786م بنقل قواته إلى مصر وطرد أمراء المماليك وقادتهم إبراهيم بك ومراد بك، وأعاد مصر للتبعية المباشرة للدولة العثمانية، وقام بأمر استنكره العلماء حيث قام باخذ نساء وابناء امراء المماليك وعرضهم في الاسواق، فواجهه العلماء فتراجع عن ذلك
وحكم مصر حتى عام 1787م، وخلال تواجده قام بإقصاء كبار التجار من الاصول التركية، وقام بتقديم التجار الجزائريين أو الذين أتوا من بلاد المغرب.
إهتمامه بالجزائر
لقد عمل حسن باشا جزايرلي على تحسين الظروف في الجزائر، فقام في البداية بدعم الاسطول الجزائري، وكانت بلاد أوروبا وأمريكا يدفعون الإتاوات لولاية الجزائر وليس للدولة العثمانية، وبهذا زادت خزينة الولاية وفي نفس الوقت قام بتخفيف الضرائب، فتحسنت الاحوال الإقتصادية في الجزائر.
وكما ذكرنا سابقا خلال تواجد حسن باشا في مصر قام بإقصاء كبار التجار من الاصول التركية، وقام بتقديم التجار الجزائريين أو الذين أتوا من بلاد المغرب.
الهزيمة أمام الروس
في عام 1788م قام الروس بمحاصرة أوتشاكوف التي تقع اليوم في أوكرانيا، وكانت تابعة انذاك للدولة العثمانية، واستطاعوا قطع الامدادات عنها، واستمر الحصار الروسي لمدة 7 أشهر، إلى أن استطاع الروس اقتحام أوتشاكوف والسيطرة عليها، فتمت إقالته من منصب قيادة البحرية العثمانية في عام 1789م.
تعيينه في منصب الصدر الأعظم.
في عام 1790م تولى منصب الصدر الاعظم، بعد أن اتهم سابقيه بأنهم لم يمدوه بالدعم في حربه مع روسيا، واستطاع تحقيق تقدم في الحرب مع النمسا.
انتصاره على الروس
د بادر الصدر الأعظم الجديد حسن باشا الجزايرلي بالذهاب إلى منطقة شومن التي تقع اليوم في بلغاريا لقيادة الجيش العثماني حيث كانت الحرب دائرة مع الروس واستطاع أن ينتصر فيها، وبدأ يرتب للهجوم على المناطق الروسية.
مقتله
في 1790/03/17م توفي حسن باشا جزايرلي في معسكر القتال في شومن وذلك بعد نصره في معركة شومن متأثرا بسم الزرنيخ الذي وضعه له أحد الخونة التابعين للروس وذلك بعد هزيمتهم ونتيجة خشيتهم من الهجوم الذي كان يعده ضدهم بعد إنتصاره.