“دعوات الأمس حرائق اليوم”.. مناطق النظام وحرائق فظيعة ما القصة؟
تشهد سوريا منذ عدة أسابيع حرائق عارمة، التهمت نيرانها آلاف الهكتارات من الأراضي الحراجية والزراعية في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد .
وتجددت مشاهد النيران الملتهبة الأيام الماضية وبشكل خارج عن السيطرة، حتى أن امتداد النيران وصل إلى المناطق الجنوبية المحررة في الغاب، والتي استطاع الدفاع المدني إخمادها والسيطرة عليها على الفور مما حد من امتدادها أكثر نحو داخل المحرر.
تكررت الحرائق خلال جني المحاصيل الزراعية في مايو/أيار الماضي، لتستمر بالامتداد إلى اليوم دون أي محاولات من نظام الأسد لإطفائها، وفي حين أن هاشتاج “سوريا تحترق” من أهم مواضيع هذا الأسبوع على مستوى العالم إلا أن النظام مصر على استعمال السياسة الحنظلية التي لا تنفك تنكر وتستنكر ولا تبالي ولا تكترث وتكذب وتُكذِّب.
خسائر فادحة
أتمت الحرائق يومها الخامس ظهيرة الأحد 6/9 في اللاذقية، لتصل إلى غابات صلنفة وجبال مصياف وحماة وحمص.
وتركزت الأضرار على أكبر وأهم محمية للأرز والشوح في سوريا، وبالرغم من محاولات وزير الزراعة التقليل من حجم الخسارة، إلى أن في الحقيقة لم يتم تحديد مساحة الحرائق بدقة حتى الآن، ويتوقع ناشطون امتداد الحرائق إلى دول الجوار في حال لم يتم اتخاذ إجراءات طارئة لتدارك الأمر .
وبحسب موقع “العربي الجديد” فإن النيران تلتهم اليوم غابات عمرها مئات السنين في مناطق عين الكروم بمنطقة الغاب وجبال مصياف.
كما أن الدخان وحرارة اللهب تسبب في موجة نزوح للمناطق القريبة من الحرائق وحالات اختناق كثيرة يحاول النظام التكتم عليها.
عجز أم تعجيز
تناقل مسؤولون لدى نظام الأسد أخبارًا تزف الصمود بثوب الكذب وتتحدث عن إخماد الحرائق والسيطرة عليها، فيما نفت مصادر أخرى تلك الأخبار وأنه لم يتم إطفاء سوى بعض الحرائق التي لم تبرد بعد ، ومن الممكن أن تستعيد لظاها وتمتد إلى الغابات الواصلة بين اللاذقية وحماة.
وكما تداول ناشطون أيضًا صورًا يظهر فيها عناصر الأسد، تزعم الصور محاولة العناصر إطفاء النيران، لكن الأمر يوحي بغير ذلك تمامًا ويبدو كمن يصب الزيت على النار وهم يحملون أعوادًا من الزيتون في الحقيقة لن تستطيع استخراج نيتهم من الصورة لتميز فيها بين إن كانوا يلعبون مع النار أم يزيدون من اشتعالها.
“الدفاع المدني” قوة وضعف
في حين ادعاء صحف ومصادر موالية للنظام بالسيطرة على الحرائق وأنه قد عمّ الأمان فيها، أوضح الدفاع المدني في ريف حماة أن خمسة آلاف دونم من مساحاة محافظة حماة الحراجية احترقت في يوم واحد فقط.
كما أصدر الدفاع المدني بيانًا بخصوص الحرائق في سوريا، نص البيان على جاهزية الدفاع المدني واستعداده لتقديم المساعدة لمكافحة الحرائق وبالتالي إنقاذ المدنيين المهددة حياتهن وأراضيهم وماتبقى من سوريا، وإفساح المجال لهم للتوجه إلى المنطقة لإتمام عملهم الإنساني ويكون ذلك شريطة كفالة تقدمها الجهات المعنية تضمن سلامة المتطوعين.
ولأننا نعلم أنه لا كفالة ولا عهد لدى نظام الأسد يضمن لأي سوري سلامته فإننا نرى عجزنا للمرة الألف أمامنا عن إنقاذ سوريا أو ما تبقى منها على الأقل.
هل تكون الحرائق مقصودة ؟
في كل عام تشهد مناطق سيطرة الأسد حرائق كبيرة دون معرفة السبب، وتتضارب أصابع الاتهام في هذه المرة شمالًا ويمين، حيث تتهم جهات محلية مجهولين بإشعال الحرائق عمدًا، وذلك لأسباب مجهولة، وينسب آخرون الحرائق إلى أخطاء بشرية أو إلى الأحوال جوية .
ولأننا اعتدنا دائمًا أن نجد للنظام وأذنابه يدًا في كل كارثة تنزل بسوريا خلال عملية البحث عن أسبابها، وفي هذه المرة أيضًا أوضحت مصادر أن لمقربين من الأسد يدًا في افتعال الحرائق وذلك لسرقة حطبها وبيعه.
فهل يعجز النظام الذي تدعمه روسيا بطائرات يمكنها حمل براميل تزن الأطنان ليقصف بها المدنيين؟.. هل يعجز عن تحميلها بعض خزانات المياه لإخماد الحرائق بها؟ أو أنه يتعمد عدم إخمادها ؟ أم أن لروسيا وإيران مخططًا جديدًا تستولي فيه على الأراضي بحجة استصلاحها لتقول للشعب “كش ملك”.
أم أن النظام فعليًّا عاجز عن فعل شيء، وأن دعوات من احترقوا على يديه بالأمس تحرقه بأمر الله اليوم وتحرق اقتصاده واقتصاد مواليه؟