close
أخبار تركيا

نوبل تُعيد الاعتبار للفيروسات وتنتصرُ للنساء وتواصل إثارةَ الانتقادات

[ad_1]

حضور نسائي قويّ وإعادة الاعتبار لعلم الفيروسات، واستمرار الجائزة الأدبية في إثارة الجدل، ثلاثة عناوين رئيسية لجوائز “نوبل” للسنة الجارية، التي انطلق الإعلان عن أسماء المتوَّجين بها الاثنين الماضي مع تدشين “أسبوع نوبل”.

بعد الإعلان عن أسماء المتوَّجين في مجالات الطب والفيزياء والكيمياء
والأدب لسنة 2020، كَشفت لجنة نُوبل للسلام في أوسلو اليوم الجمعة، تتويجَ برنامج
الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة فائزاً بالجائزة، لجهوده في مكافحة الجوع في
العالم.

واعتبرت المؤسّسة النرويجية المانحة لجائزة “السلام”، أن
اختيار برنامج الأغذية العالمي، يأتي لـ”جهوده في محاربة الجوع ومساهمته في
تحسين الظروف لإحلال السلام في المناطق التي تشهد نزاعات، ولكونه محرّكاً للجهود
المبذولة للحؤول دون استخدام الجوع سلاح حرب”.

“إعادة
الاعتبار لعلم الفيروسات”

ودشّنت المؤسسة الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم جوائز سنة 2020،
التي تأتي في سياق انتشار فيروس كورونا، بمنح “نوبل للطب” مناصفة لعلماء
الفيروسات البريطاني مايكل هيوتون، والأمريكيين هارفي ألتر، وتشارلز رايس، لجهودهم
في اكتشاف فيروس التهاب الكبد (سي).

منحت
منحت “نوبل للطب” مناصفة لعلماء الفيروسات البريطاني مايكلهيوتون، والأمريكيين هارفي ألتر، وتشارلز رايس، لجهودهم في اكتشاف فيروس التهاب الكبد (سي)
(AFP)

وجاء تتويج عالمَي الفيروسات ألتر ورايس، كأول جائزة تمنح في مجال
يرتبط بشكل مباشر بمجال الفيروسات منذ 2008، إذ يعيد اكتشاف العلماء الثلاثة الأمل
في إمكانية الشفاء من مرض التهاب الكبد المزمن، الذي يحمله نحو 70 مليون شخص في
أنحاء العالم، ويودي سنوياً بأرواح أزيد من 400 ألف شخص.

وعلى مدار الـ25 سنة السابقة، عمل الثلاثي كلّ من مكانه وتخصّصه، على
دراسة فيروس الالتهاب الكبدي، وساهمت أبحاثهم التي تُنشرُ دورياً في المجلّات
العلمية في فهم أكبر للفيروس المسبّب للمرض، والتوصل إلى طرق لعلاجه.

حضورٌ نسائي لافت

في مجالات الفيزياء والكيمياء والأدب، تميّزت الأسماء المتوَّجة
بالجائزة العلمية الأبرز، بحضور نسائي لافت، إذ ذهبت جائزة الفيزياء للثلاثي،
البريطاني روجر بنروز والألماني رينهارد غنزل والأمريكية أندريا، لإسهاماتهم
واكتشافاتهم البارزة في مجال “الثقوب السوداء”.

ومُنحت نوبل في الكيمياء للثنائي النسائي، الفرنسية إيمانويل
شاربنتييه والأمريكية جنيفر دودنا، لتطويرهما تقنية تحرير الجينات
“كريسبر-كاس9″، إذ أوضح بيان الإعلان عن التتويج، أن هذه التكنولوجيا
“من شأنها أن يكون لها تأثير ثوري في علوم الحياة، وتساهم في التوصل إلى
علاجات جديدة للسرطان، وقد تجعل حلم علاج الأمراض الوراثية حقيقة”.

الاسم النسائي الآخر المتوَّج بنوبل، كان اسم لويز غلوك، الشاعرة
الأمريكية التي نالت جائزة للآداب، وكسرت هيمنة الذكور التي استمرت طويلاً، ويأتي
تتويج غلوك، حسب الأكاديمية، “لصوتها الشاعري المميّز، الذي يضفي بجماله
المجرد طابعاً عالمياً على الوجود الفردي”.

الاسم النسائي الآخر المتوَّج بنوبل، كان اسم لويز غلوك، الشاعرة الأمريكية التي نالت جائزة للآداب
الاسم النسائي الآخر المتوَّج بنوبل، كان اسم لويز غلوك، الشاعرة الأمريكية التي نالت جائزة للآداب
(AFP)

وتعدّ ابنة نيويورك من أهم الأصوات الشعرية المعاصرة ببلادها، إذ
نشرت 12 مجموعة شعرية، بالإضافة إلى كتاباتها ومقالاتها في النقد الأدبي (تُرجمت
منها إلى العربية مجموعة مجموعة واحدة هي “عجلة مشتعلة تمر
فوقنا”).

كما تعمل أستاذةً للغة الإنجليزية في جامعة ييل بمدينة كامبريدج
الأمريكية، وبمنحها نوبل للأدب، تكون المبدعة رقم 16، التي تتوَّج بالجائزة
المرموقة، من أصل 53 حصلن عليها تاريخياً في كلّ الأصناف.

“جدلٌ
جديد قديم”

تستمر جائزةُ نوبل للآداب في إثارة الرّدود الصاخبة، فبعد الجدل
الكبير الذي أعقب منح الجائزة سنة 2016 للمؤلف الموسيقي بوب ديلان والسنة الماضية
للكاتب بيتر هاندكه لأفكاره ومواقفه التي توصف باليمينية، وحجبها سنة 2018 بعد
فضائح التحرش الجنسي، يأتي تتويج الشاعرة غلوك ليزيد حدة هذا الجدل الأدبي.

وفي الوقت الذي اعتُبر فيه تتويج المبدعة الأمريكية انتصاراً للشعراء
في الجائزة التي انحازت كثيراً للروائيين، شكّل لعدد من المهتمين بالأوساط الفكرية
والثقافية مفاجأةً، إذ لم يكن اسمها مطروحاً بقوّة على مستوى توقّعات الرأي بين
النقاد، مقارنةً بأسماءَ أخرى أكثر شهرةً، طالما وردَت أسماؤها في ترشيحات السنوات
الأخيرة.

اختيار برنامج الأغذية العالمي، يأتي لـ
اختيار برنامج الأغذية العالمي، يأتي لـ”جهوده في محاربة الجوع ومساهمته في تحسين الظروف لإحلال السلام في المناطق التي تشهد نزاعات
(AFP)

وينتقد متابعون للشأن الأدبي اختيارات الأكاديمية السويدية الملكية
للعلوم، للأسماء التي تُمنح الجائزة خلال السنوات الأخيرة، معتبرين أن عوامل خارجة
عن معايير الإبداع والاستحقاق، تتحكم في الترشيح أو الإقصاء من الحصول على الجائزة
المرموقة.

عن هذه الانتقادات التي تعقب الإعلان عن متوَّجي نوبل كل سنة، قال
المفكر والكاتب المغربي موليم العروسي، إنّ “هذا الجدل جديد قديمٌ، إذ أصبح
من شبه الواضح أنّ ما يتحكم في الجوائز ليس الأعمال وحدها، بل هناك اعتبارات أخرى
تجارية واقتصادية وبالخصوص سياسية، تدخل ضمن معايير الاختيار والتتويج”.

وتابع العروسي في تصريحه لموقع TRT عربي،
بأنّ الجدل والاحتجاج، صار يصيب باقي الجوائز حتى العلمية منها، بعدما كان محصوراً
في الجوائز الإبداعية، وكان عدد من الاختيارات يُبرَّر بمنطق أن الأذواق تختلف،
ولكن الأمور وصلت مؤخراً إلى مجالات أخرى، خصوصاً جوائز نوبل للسلام، والاقتصاد.

وأضاف الكاتب المغربي الحاصل على الدكتوراه في علم الجماليات بجامعة
السوربون بباريس: “اليوم أكثر من أي وقت مضى يتضح أنه لا يمكن للقوى الكبرى،
الغربية أن تترك مجالاً للثقافات الأخرى، لكونها تريد الاستحواذ على كل مجالات
الإبداع والعلوم، وتهيمن عليها.

تستمر جائزةُ نوبل للآداب في إثارة الرّدود الصاخبة
تستمر جائزةُ نوبل للآداب في إثارة الرّدود الصاخبة
(AFP)

في نفس السياق أوضح المتحدث أنّ “جائزة نوبل للأدب تُمنح للغات
محددة لا للإبداع، وكأنّ التناوب موجود على مستوى الإبداع أيضاً، فإذا حصل كاتب
فرنسي على الجائزة هذه السنة فلنتوقع أن الجائزة المقبلة سوف تكون من نصيب كاتب
بالإنجليزية أو الإسبانية…”.

وعلى ذكر جائزة هذه السنة، تساءل العروسي في ختام تصريحه: “ألم
يكن من الممكن أن تخرج من دائرة اللغات المهيمنة وتذهب للغات أخرى؟”، مضيفاً
أنّ الأمر سياسي بامتياز وتُطبَّق فيه الديمقراطية لكن وفق نظام للمحاصصة مضبوط
بشكل جيد.

تجدر الإشارة إلى أنّ اختتام تقديم جوائز نوبل، سيتم الاثنين المقبل
بالإعلان عن المتوَّج أو المتوَّجين في مجال الاقتصاد، وعلى عكس السنوات الماضية،
لن تقيم أكاديمية العلوم حفل توزيع الجوائز الفخم، بسبب الظروف المرتبطة بجائحة
كورونا، مشيرةً في بيان لها إلى أن “هذه سنة خاصةٌ جداً يحتاج فيها الجميع
إلى تقديم تضحيات والتكيُّف مع الظروف الجديدة كلياً”.

وتتكون الجائزة المرموقة من ميدالية ذهبية وجائزة مالية قدرها 10
ملايين كرونة سويدية (أكثر من 1.1 مليون دولار)، ويرجع تأسيسها إلى وصيّة تركها
منذ 124 عاماً المخترع السويدي ألفريد نوبل.

المصدر: TRT عربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى