close
أخبار تركيا

محمد رمضان.. قضية تكشف حجم الرفض الشعبي لإسرائيل وسط سباق التطبيع الرسمي

[ad_1]

مع تصاعد الجدل في مصر بشأن الفنان محمد رمضان واتهامه “بالخيانة والتطبيع” بعد انتشار صورة له مع فنان إسرائيلي، تتجه الأنظار إلى حيثيات رفض الشعب المصري للتطبيع على الرغم من وجود اتفاقية سلام بين البلدين.

الفنان المصري محمد رمضان يحضن الفنان الإسرائيلي عومير آدم في دبي
الفنان المصري محمد رمضان يحضن الفنان الإسرائيلي عومير آدم في دبي
(فيسبوك)

على الرغم من
استمرار موجة التطبيع العربي مع إسرائيل، وتمادي بعض الأفراد من دولتي الإمارات
والبحرين اللتين أعلنتا تطبيعهما بشكل رسمي مع إسرائيل في واشنطن منتصف سبتمبر/أيلول
الماضي، فإن الانحدار إلى ما شهده العالم العربي من تصرفات لبعض الأفراد في الإمارات
والبحرين لم يصل إلى كل الدول العربية، على الرغم من عقد بعضها سلاماً مع إسرائيل منذ
عشرات السنين، كمصر والأردن.

ورغم توقيع مصر
وإسرائيل معاهدة للسلام عام 1979، لا تزال نقابات مهنية وقطاعات شعبية واسعة في
مصر رافضة تطبيع العلاقات.

وأثارت موجة غضب
الشعب المصري على الفنان محمد رمضان، الذي التقط صورة وهو يحضن الفنان الإسرائيلي
عومير آدم في دبي ولاعب كرة إسرائيلياً آخر، واتهمه المصريون بـ”الخيانة
والتطبيع”.

في تلك الأثناء نشر لاعب كرة القدم الإسرائيلي ضياء سبع، وكذلك إيلاد تسلا صوراً مستقلة لكل منهما
مع رمضان عبر حساباتهما الاجتماعية، ما زاد من الانتقادات لرمضان إذ اتهمه بعضهم بدعم وتأييد “التطبيع” مع إسرائيل.

وهاجم المغردون والنشطاء
المصريون رمضان، وعبروا عن رفضهم القاطع لتصرفه، رغم تبريره بأنه لم يكن يعرف أنه
فنان إسرائيلي.

وبعد حملة عربية
غاضبة على مواقع التواصل، قال محمد رمضان في منشور على صفحته في فيسبوك:
“مفيش مجال أسأل كل واحد عن هويته ولونه وجنسيته ودينه”، وأتبعها بنشر
صورة علم فلسطين غلافاً لحسابه.

وبزي عسكري يحمل
صفة “جندي مقاتل”، كتب الممثل المصري محمد رمضان “أحترم قرار
النقابة، رغم توضيحي لموقفي في موضوع صورتي مع إسرائيلي وأنني لا أعلم جنسيته،
ولو كنت أعلم كنت رفضت التصوير”.

محمد رمضان يبرر لمتابعيه صورته مع فنان إسرائيلي في دبي
محمد رمضان يبرر لمتابعيه صورته مع فنان إسرائيلي في دبي
(فيسبوك)

عقوبات نقابية على
رمضان

في تلك الأثناء قرر
الاتحاد العام للنقابات الفنية في مصر وقف رمضان مؤقتاً عن العمل لحين التحقيق معه
بشأن الصور التي جمعته بمشاهير إسرائيليين في إحدى الفعاليات في دبي.

وقالت نقابة المهن
التمثيلية، التي ينتمي إليها رمضان، في بيان: “الاتحاد العام للنقابات الفنية
قرر في جلسته اليوم وقف عضو نقابة المهن التمثيلية محمد رمضان، إلى حين التحقيق
معه، بحد أقصى في الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل”.

ونشرت نقابة المهن
التمثيلية في مصر الاثنين، على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك قرار الوقف
المقتضب.

كما حرّك محام مصري
قضية مستعجلة ضد رمضان بتهمة “الإساءة للشعب المصري”، على خلفية الصور
وحددت محكمة مصرية 19 ديسمبر/كانون الأول لنظر القضية، بحسب ما ورد في وسائل إعلام محلية.

والأحد دعت نقابة
المهن التمثيلية (أعلى جهة نقابية فنية) إلى اجتماع طارئ مع اتحاد النقابات
الفنية، لبحث قضية محمد رمضان.

من جانبه، علق أشرف
زكي نقيب المهن التمثيلية في مصر على صور رمضان مع آدام بأن رمضان الموجود في
الإمارات في هذه الأثناء أبلغه أنه لم يكن يعلم من هو آدام قبل التقاط الصورة، ونفى علمه مسبقاً بأنه إسرائيلي.

واستبعد زكي أن
يكون رمضان “خانه ذكاؤه”، مشيراً إلى أن النقابة ستستدعي رمضان عند عودته
للقاهرة لتقديم “بيان” بما أبلغه به في اتصالهما الهاتفي، ليكون بياناً موثقاً يقدم للرأي العام.

وقال زكي إن توجيه
الاتهام والتحقيق مع فنان “لا بد له من أركان يتعين توافرها” قبل استدعاء
الفنان للتحقيق، وإنه سيتم الاستماع له أمام مجلس النقابة عند عودته إلى مصر
“خلال يوم أو يومين”.

وكانت النقابة التي
يعد الانتماء لها شرطاً لممارسة مهنة التمثيل رسمياً في مصر، قد شطبت في السابق اسم
عضو من سجلاتها لدعمه علناً التطبيع مع إسرائيل.

إسرائيل تركب
الموجة

وزادت حدة الجدل مع
إعادة نشر الصفحة الرسمية باللغة العربية للحكومة الإسرائيلية على موقع التواصل
الاجتماعي فيسبوك الصورة ذاتها مصحوبة بتعليق نصه “الفن دوماً يجمعنا..النجم
المصري محمد رمضان مع المطرب الإسرائيلي عومير آدام في دبي”.

كما شاركت صفحة
“إسرائيل بالعربية” صورة أخرى لرمضان برفقة لاعب الكرة الإسرائيلي ضياء
سبع.

ثم أعاد الناطق
بالعربية باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي نشر الصورة ذاتها ودوَّن عليها
“ما أجمل الفن والموسيقى والسلام! الفنان المصري القدير محمد رمضان مع الفنان
الإسرائيلي المتألق عومير آدام في دبي”.

ثم عاد وانتقد
الحملة التي شنها نشطاء ضد رمضان، مستشهداً بكلام الإعلامي المصري أحمد موسى الذي
تساءل عن سبب انتقادهم له ومعاداتهم لإسرائيل.

وقال أدرعي في
تغريدته على تويتر: “حملات التخوين المتوقعة بعد انتشار صورة الفنان المصري
محمد رمضان برفقة المطرب الإسرائيلي عومر آدم تستخدم دائماً نفس الشعارات
والمزايدات… كفو استهتار… أسئلة مستحقة يطرحها الإعلامي المصري أحمد موسى”.

الشعب المصري ورفض
التطبيع

وأثبتت ردود فعل
الشعب المصري والنقابات فيه، مدى تشبثه برفضه القاطع للتعامل مع إسرائيل أو
التطبيع معها، إذ عجت وسائل التواصل الاجتماعي بالعديد من التعليقات الرافضة للصور
والمنتقدة لرمضان بشدة. واتهمه كثير من روادها بالترويج للتطبيع مع إسرائيل لا سيما أن الصور التقطت في الإمارات التي كانت بين ثلاث دول عربية أعلنت تدشين
علاقات طبيعية مع إسرائيل خلال الشهرين الماضيين، إلى جانب البحرين والسودان.

وكانت مصر قد وقعت
اتفاقية سلام مع إسرائيل منذ عام 1979، وتبادل الجانبان البعثات الدبلوماسية
واشتركا في أوجه مختلفة للعلاقات السياسية والاقتصادية منذ ذلك الحين، لكن ظل قطاع
عريض من المصريين ونقابات مهنية ومؤسسات وكيانات أخرى مدنية أخرى عديدة ترفض تطبيع
العلاقات مع إسرائيل.

ويرى الكثير من
المتابعين أن الصورة جاءت في إطار “ضغوط التطبيع مع رموز القوى الناعمة
العربية والمصرية” التي تمارسها إسرائيل، لكن ما يدعو للارتياح أنه ليس هناك أي
فنان مصري أو عربي كبير له قيمة كبيرة تورط في أي شكل من أشكال التطبيع، والحوادث
كلها على مدى أربعين سنة لم تزد على حالة أو اثنتين من الهامشيين جداً.

وتصدر هاشتاغ “محمد
رمضان صهيوني” قائمة الوسوم الأعلى تداولاً على موقع تويتر.

وعلق الكاتب خالد
صافي على صورة رمضان قائلاً: “لا أعتقد أن المصري الأصيل يفخر بعلاقة أو صورة
مع أحد من الصهاينة مهما طبّعت دولته مع الاحتلال ومهما مهّد النظام العلاقة مع
المحتل، وإن فعل فهي الخيانة بعينها”.

وكتب الناشط محمد
خالد قائلاً: “مهما مر علينا من أعداء لبلادنا ستبقى إسرائيل عدونا الأول
والأخير. لن ننسى شهداءنا في تراب سيناء ولن ننسى الدماء العربية والقضية
الفلسطينية، وستظل القدس في قلوبنا”.

في حين علق عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري قائلاً: “محمد رمضان الفنان الصعيدي
يعانق مطرب صهيوني ويخسر جمهوره العربي الأصيل، يا خسارة وألف خسارة، ألم تعرف أن
هناك شعباً عربياً شرد من أراضيه، وأن أرضه قد احتلت ومقدساته دنست، الصهاينة هم ارتكبوا
تلك الجرائم، والمطرب الذي عانقته بارك الاحتلال، بل مؤكد أنه كان جندياً في جيش
المحتل”.

ودعا بكري في
تغريدة أخرى الشعب المصري إلى مقاطعة رمضان، مشيراً إلى أنه “ارتكب فعلاً يمثل
فضيحة وعاراً سيظل يلحق به ويطارده أبد الدهر”.

من
جانبه كتب الإعلامي المصري محمد الشوربجي معلقاً: “محمد رمضان يزداد كراهية
يوماً بعد يوم في قلوب المصريين والعرب، ولكن بهذه الخطوة التي لا يمكن أن نطلق
عليها سوى (خيانة القضية الفلسطينية) يدق آخر مسمار في نعش شعبيته”.

أما الناشطة ريزا
النابلسي فقد كتبت على صفحتها في فيسبوك قائلة إنها تتفقد صفحة محمد رمضان يومياً وتقرأ التعليقات على منشوراته للتأكد من أمرين، أولهما أن إسرائيل لن تكون طبيعية
بين الشعوب العربية وثانيهما أن ترى العدالة.

من جانب آخر، كتب الداعية الكويتي طارق سويدان على صفحته في فيسبوك معلقاً على الموضوع: “بعد أكثر من 40 سنة من التطبيع المزعوم، ما زال الشعب المصري الشهم يرفض أي تعامل مع المحتل، تقوم الدنيا ولا تقعد من أجل صورة مع فنان من الكيان الصهيوني، نعم هكذا نقضي على التطبيع”.

ومع هذا الإجماع
المصري على رفض التطبيع مع إسرائيل، يظهر جلياً مدى اختلاف مواقف الشعوب من
حكوماتها، فالغضب من صورة لفنان مصري مع آخر إسرائيلي ما هو إلا مقدمة واضحة لرفض
قاطع لأي تطبيع حسب المراقبين.

المصدر: TRT عربي – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى