close
أخبار تركيا

الأمر مختلف هذه المرة.. هل يفعلها ترمب ثانيةً ويثبت خطأ الاستطلاعات؟

[ad_1]

يحبس الأمريكيون أنفاسهم مترقبين نتيجة الانتخابات الأمريكية التي ستُجرى الثلاثاء بين ترمب وبايدن، وفيما يشكّك ترمب في مصداقية الاستطلاعات التي ترجّح كفّة منافسه، على غرار ما حدث في انتخابات 2016، يشير مراقبون إلى تغيرات هامة هذه المرة، فما أهمها؟

الاستطلاعات تُظهر تقدّم بايدن.. وترمب يؤكد أنها ليست سوى
الاستطلاعات تُظهر تقدّم بايدن.. وترمب يؤكد أنها ليست سوى “أخبار مزيَّفة” تصنعها جهات متحيزة ضده
(AFP)

“كوفيد، كوفيد، كوفيد. إنه الأنشودة الموحَّدة التي ترددها وسائل الإعلام الكسيحة lamestream (بدلاً من السائدة mainstream) وهي تنشر الأخبار المزيَّفة. لن يتحدّثوا عن أي شيء آخر حتى الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني عندما تنتهي، كما نأمل، الانتخابات”، هكذا غرّد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قبل أيامٍ من موعد انتهاء الانتخابات الأمريكية التي يحبس الأمريكيون ومعهم كثير من سكان العالم، أنفاسهم، مرتقبين نتيجتها.

“أخبار مزيَّفة”

لا يكفّ ترمب الذي يُعد من أكثر من سكنوا البيت الأبيض إثارة للجدل، عن الشكوى مما يعتبره “تحيّز” وسائل الإعلام ضده. وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي اعتاد ترديد تلك الشكاوى خلال فترة رئاسته الممتدة منذ يناير/كانون الثاني 2017، وربما حتى قبلها، فإنه اليوم مع اقتراب نهاية الانتخابات، يكثّف منها كصلوات يتقرّب بها إلى السماء، أو الناخب الأمريكي في حالته.

وليس مستغرباً أن يكون ترمب قلقاً بشدة إزاء احتمالية فقدانه المنصب، في ظل استطلاعات للرأي يؤكد معظمها تقدّم منافسه الديمقراطي نائب الرئيس الأسبق جو بايدن، إلا أن رجل الأعمال الجمهوري العنيد لا يمل من تذكير الجميع وربما نفسه، بما حدث قبل 4 أعوام، عندما أثبت خطأ الاستطلاعات ووصل إلى سدة حكم أقوى دولة في العالم على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، في مفاجأة لأنصاره قبل معارضيه. الاستطلاعات إذن بالنسبة إلى ترمب ليست سوى “أخبار مزيَّفة” تبثها جهات “متحيزة ضده”.

وعلى الرغم من وجاهة المقاربة التي يطرحها الرئيس الأمريكي، ربما بكثير من “الشعبوية” كما يرى معارضوه، إذ إنها أثبتت بالفعل صحتها على أرض الواقع، فإن مراقبين للسياسة والانتخابات الأمريكية يرون الأمر مختلفاً هذه المرة.

الأمريكيون البيض لم يكونوا من قبل مستقطَبين سياسياً على أساس مستوى تعليمهم، ولكن نتائج انتخابات 2016 جعلت من الضروري وضع هذا العامل في الحسبان

كريس جاكسون من مركز إبسوس للاستطلاعات

مراجعة منهجية

دفع فوز ترمب المفاجئ شتاء عام 2016 بالانتخابات الأمريكية، على عكس معظم الاستطلاعات التي أُجريت على النطاق الوطني أو في حدود الولايات، العاملين على إعداد تلك الاستطلاعات إلى مراجعة منهجيتهم، حسب تقرير نشرته مؤخراً وكالة رويترز.

ووفق التقرير، استندت المراجعة المنهجية إلى وضع المسألة الديموغرافية للناخبين الأمريكيين في الحسبان، مفترضةً أن المجموعات السكانية التي يشكّلها المواطنون البيض من غير حاملي الشهادات الجامعية والتي تُعد مكوّناً أساسياً للقاعدة الانتخابية لترمب، لا تميل إلى المشاركة في استطلاعات الآراء، وبالتالي فإن مواقفهم التي قد تكون حاسمة، لا تُمثَّل في نتائج الاستطلاعات.

وفي محاولة لتقديم صورة أكثر دقة عن تلك الشريحة التي قدّر مركز بيو للأبحاث أن أصواتها شكّلت 44% من إجمالي الأصوات عام 2016، لجأ العاملون في عدد من استطلاعات الرأي، منها استطلاع “رويترز/إبسوس”، إلى إعطاء المشاركات القادمة من تلك الشريحة “وزناً نسبياً” أعلى، إن كانت إجمالي مشاركاتهم أقل من المُتوقَّع.

على سبيل المثال، إن كان من المتوقَّع أن يكون عدد الناخبين في المنطقة X ألف شخص، منهم 400 من المواطنين البيض غير الحاصلين على شهادة جامعية، وشارك في استطلاع الرأي 100 شخص فقط من تلك الشريحة، فإن أصوات الـ100 شخصٍ ستُضرب في معاملٍ يجعلها مكافئة لأصوات 400 شخص.

في هذا الصدد يقول مدير الاقتراع السياسي بـ”إبسوس” كريس جاكسون إن “الأمريكيين البيض لم يكونوا من قبل مستقطَبين سياسياً على أساس مستوى تعليمهم، ولكن نتائج انتخابات 2016، جعلت من الضروري وضع هذا العامل في الحسبان”.

استطلاعات الرأي هذا العام تذكّرنا باستطلاعات عام 2012، عندما كان الناخبون أكثر حسماً

المحلل السياسي الأمريكي كايل كونديك

عدد الأصوات المحسومة

يلفت تقرير رويترز أيضاً إلى عاملٍ آخر قد يمنح استطلاعات الرأي هذا العام مصداقية أكثر مما تمتعت بها قبل 4 أعوام. ويتمثّل هذا العامل في عدد الناخبين الذين حسموا قرارهم، إذ واجه كثير من المصوّتين الأمريكيين تردداً في اتخاذ القرار عام 2016، فحتى الأسابيع الأخيرة من الحملات الانتخابية، ظل 20% من الناخبين المحتملين مترددين، وفقاً لاستطلاعات روتينية أُجريت حينها.

وحسب أحدث استطلاع أجرته رويترز/إبسوس خلال العام الجاري، تقلّصت تلك النسبة إلى 7% فقط، وهو ما دفع محللين إلى القول إنهم يشعرون اليوم بثقة أكبر باستطلاعات الرأي، على نحوٍ منبثق من ثقة الناخبين أكثر بشأن قرارهم التصويتي.

انطلاقاً من ذلك يقول المحلل السياسي الأمريكي كايل كونديك إن “استطلاعات الرأي هذا العام، تذكّرنا باستطلاعات عام 2012، عندما كان الناخبون أكثر حسماً.. ونظراً إلى أن بايدن يحصل في معظم الاستطلاعات على نسبة تتجاوز 50%، فإن حظوظه في الانتخابات أكبر من حظوظ هيلاري كلينتون” التي إن كانت تحصل على نسب قريبة في الاستطلاعات، فإنها أتت من أعداد أقل من المصوّتين المحتملين.

الكاتب الصحفي جهاد بزي يرى أن كثيراً من الموصوتين المحتملين لبايدن دافعهم هو التصويت بـ
الكاتب الصحفي جهاد بزي يرى أن كثيراً من الموصوتين المحتملين لبايدن دافعهم هو التصويت بـ”لا لترمب”
(مواقع التواصل الاجتماعي)

الاستطلاعات أيضاً تغيّر رأيها

على الرغم من كل ما سبق ذكره، لا يزال توقع نتيجة الانتخابات المقررة الثلاثاء، أمراً بعيداً جداً عن أن يكون سهلاً وواقعياً، فمؤخراً أظهر استطلاع رأي أجرته رويترز/إبسوس ونُشرت نتائجه الأربعاء، أن السباق بين ترمب وبايدن أصبح متقارباً بشدة في ولاية فلوريدا التي تمتلك وحدها 29 عضواً من أعضاء المجمع الانتخابي الـ538.

وأظهر استطلاع آخر لرويترز/إبسوس أن المرشحَين يسيران كتفاً بكتف في ولاية أريزونا، ويركِّز الاستطلاع المذكور على آراء الناخبين المحتملين في 6 ولايات هي ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيغان ونورث كارولاينا وفلوريدا وأريزونا، إذ يُعتقد أن تلعب الولايات الست دوراً حاسماً في تحديد إذا ما كان ترمب سيحصل على فترة ثانية أم أن بايدن سيحل محله في البيت الأبيض.

وأظهر الاستطلاع الذي أجري بين 21 و27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حصول بايدن على 49% من الأصوات المحتملة مقابل 47% لترمب في فلوريدا، وذلك بعد أن أظهر استطلاع سابق تفوقاً واضحاً لبايدن في تلك الولاية بحصوله على 50% مقابل 46% لترمب، وإن كان هذا الهامش يقع على حافة نسبة هامش الخطأ التي حددها الاستطلاع.

وفي ولاية أريزونا حصل بايدن على 48% من الأصوات المحتملة، مقابل 46% لترمب، لكن هذا الفارق الطفيف يقع في نطاق هامش خطأ الاستطلاع، وهو ما يعني حسابياً تساوي الاثنين تقريباً.

هذه الانتخابات لو كانت ستُجرى بتاريخ الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 لكان ترمب اليوم في حال أفضل بمراحل

جهاد بزّي – كاتب صحفي

ما الذي تَغيَّر؟

يرى محللون ومراقبون للشأن الأمريكي أن الأشهر العشرة المنقضية من عام 2020 كانت فترة انتكاسة حقيقية لترمب الذي بذل قصارى جهده لتنفيذ الوعود التي قطعها لقاعدته الانتخابية، سواء على الصعيد الاقتصادي بجلب أموال من دول خليجية وإلغاء اتفاقات دولية أبرمها سلفه أوباما، أو على الصعيد السياسي بتشديد سياسات الهجرة واللاجئين والشروع في بناء جدار على الحدود مع المكسيك و نقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس، وأشياء أخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.

لكن رياح 2020 تكاد تعصف بكل تلك “الإنجازات”، فبين الاحتجاجات على التمييز العرقي التي نشبت عقب مقتل المواطن الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد على يد الشرطة، ووباء كورونا الذي ضرب الولايات المتحدة بعنف لم يضرب بمثله مكاناً آخر، يكافح ترمب من أجل الفوز بفترة ثانية ولو بنسبة ضئيلة، ربما على خلاف ما كان يتوقعه قبل 10 أشهر.

تعليقاً على ذلك يقول الكاتب الصحفي جهاد بزّي في مقال نُشِر على موقع TRT عربي، إن “هذه الانتخابات لو كانت ستُجرى بتاريخ الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 لكان ترمب اليوم في حال أفضل بمراحل، لكنها وقعت في واحد من أسوأ أعوام القرن على البشرية، وعلى الولايات المتحدة بالتحديد”.

ويلفت بزّي أيضاً في مقاله المستند إلى أن نسبة معتبرة من المصوّتين المحتملين لصالح بايدن، ستصوّت بالأساس بـ”لا لترمب”، إلى طبيعة المنافس الديمقراطي صاحب الخبرة في المؤسسة الأمريكية The Establishment على مدار 47 عاماً، وبالتالي فإن الاتهامات التي يوجِّهها إليه ترمب حول كونه شيوعياً راديكالياً، لا يُتوقّع أن تلقى صدى مهماً لدى الناخبين الأمريكيين.

ويوضح أن الأمر كان سيغدو مختلفاً حال رشّح الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز الديمقراطي الاشتراكي الذي اعتاد ترمب نعته بـ”بيرني المجنون”، أو إليزابيث وارن، اللذين هما في نظر الرئيس الجمهوري “خصمان سهلان، سيتهمها بأنهما شيوعيان آتيان ليقضيا على الدين والرأسمالية والحرية إلى آخره”.

انطلاقاً من كل ما سبق، يبدو أن الولايات المتحدة والعالم أصبحا على موعد يوم الثلاثاء مع سباق انتخابي تاريخي يصعب التنبؤ بنتيجته، وقد يتغير كثيراً كل شيءٍ بعده.

المصدر: TRT عربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى