على أنقاض بيوت مدمرة.. إمام يقدم إفطارا لأيتام في إدلب.
على أنقاض بيوت دمرها النظام السوري وحلفاؤه في محافظة إدلب، يجمع الإمام أحمد القصير، عشرات من الأيتام يوميًا، على مائدة إفطار رمضاني واحدة.
و”القصير” من سكان مدينة أريحا (شمال غرب) التي تعرضت خلال السنوات الماضية لقصف شديد من قوات النظام بسبب موقعها الإستراتيجي على تقاطع ثلاث طرق أبرزها طريق حلب – اللاذقية الدولي، والتي أدى القصف المتكرر إلى دمار كبير في أحيائها السكنية.
في كل يوم يجمع القصير العشرات من الأطفال الأيتام ويجهز طعام الإفطار لهم بين تلك البيوت المهدمة.
وما أن يحل وقت الإفطار حتى يهم الجميع للطعام، فلا تفارق البسمة وجوه الأطفال للذة الطعام، وسعادتهم لاجتماعهم حول مائدة واحدة.
ويقول القصير لمراسل الأناضول، إنه يجهز طعام الإفطار للأطفال الذين قتل أباؤهم في هجمات النظام، مشيرًا أنه سيواصل تقديم الإفطار لهم حتى نهاية رمضان.
ويوضح الإمام، أنه يقوم بهذا العمل بشكل تطوعي، وأنه لا يمانع في حال أراد أحدهم تقديم المساعدة لتجهيز موائد الإفطار.
كما يشير إلى أنه يعمل على تعليم الأطفال القرآن الكريم، معتبراً أن هذا الأمر مهم للغاية لهؤلاء الأيتام.
وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلهم إلى اتفاق “منطقة خفض التصعيد” في إدلب في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/ كانون الثاني الماضي، إلا أن قوات النظام وداعميه واصلت هجماتها على المنطقة.
وأدت الهجمات إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و942 ألف آخرين، إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية، منذ كانون الثاني/ يناير 2019.
وفي 5 مارس/ آذار الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب.