“مفاوضات حاسمة”.. تطورات مهمة مرتقبة خلال شهر أيار تتعلق بمصير بشار الأسد ومستقبل سوريا!
في ظل حالة الانسداد السياسي المزمن التي يشهدها الملف السوري، تبرز أمامنا عدة اجتماعات ومفاوضات دولية من المزمع عقدها خلال شهر أيار الجاري، حيث يرى محللون أن التطورات المرتقبة خلال هذا الشهر سترسم ملامح المرحلة المقبلة ي سوريا بشكل كبير.
وتأتي أهمية هذه الاجتماعات المقرر عقدها خلال الأسابيع القليلة القادمة كونها تتزامن مع اتجاه الأوضاع في سوريا نحو الأسوأ على كافة المستويات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وذلك في الوقت الذي تدل فيه جميع المؤشرات على عدم وجود أي حلول تلوح في الأفق بالنسبة للملف السوري.
ومن بين المحادثات والاجتماعات التي سيتم عقدها خلال الشهر الجاري بشأن سوريا، هي جولة جديدة من مباحثات أستانا التي تقودها الدول الضامنة لهذا المسار (روسيا، تركيا، إيران).
ويرى مراقبون للشأن السوري أن الجولة المقبلة من مسار “أستانا” ستحمل في طياتها تطورات هامة وستنعكس بشكل كبير على الأوضاع الميدانية في سوريا بخلاف الجولات السابقة.
وأرجع المراقبون سبب ذلك إلى المواقف الجديدة التي تبنتها الدول الضامنة لهذا المسار مؤخراً، لاسيما بخصوص الأزمة الأوكـ.ـرانية، حيث أخلت روسيا العديد من المواقع في سوريا لصالح جماعات تابعة بشكل مباشر لإيران وسط حديث عن انسحاب جزئي للقـ.ـوات الروسية من الأراضي السورية باتجاه جبـ.ـهات القـ.ـتـ.ـال في أوكـ.ـرانيا.
كما يتزامن مع ذلك إعلان تركيا عن خطة لإعادة نحو مليون لاجئ سوري إلى مناطق نفوذها شمال سوريا، بالإضافة إلى التلويح بتوسيع مناطق النفوذ هناك عبر شن عمليات عسكـ.ـرية جديد ضد مواقع قـ.ـوات سوريا الديمقراطية “قسـ.ـد”.
وفي ضوء ما سبق، يرجح المحللون أن تشهد الجولة المقبلة من “أستانا” إعادة ترتيب الأوراق في سوريا من جديد، لاسيما بخصوص الأوضاع الميدانية وتموضع الدول الضامنة لهذا المسار خلال المرحلة المقبلة.
أما الاجتماع الثاني، فيتمثل بعقد جولة جديدة من محادثات اللجنة الدستورية، إلا أن معظم المحللين يجمعون على أن المحادثات القادمة للجنة الدستورية ستكون دون جدوى ولن يتم إحراز أي تقدم فيها حالها كحال الجولات السابقة.
فيما سيتعقد مجلس الأمن الدولي خلال هذا الشهر أيضاً، عدة اجتماعات بخصوص سوريا، أحدها من أجل مناقشة مسألة استخدام النظـ.ـام السوري للأسـ.ـلـ.ـحة الكيمـ.ـاوية ضد المدنيين في سوريا، آخر يتعلق بمسألة إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود.
ويجمع العديد من الخبراء في الشأن السوري أن تشهد الاجتماعات القادمة في مجلس حول سوريا تطورات كبرى، لاسيما في ظل تلويح الولايات المتحدة الأمريكية بممارسة أقصى أنواع الضغط على روسيا والنظام بما يتعلق بملف المحاسبة على الممارسات التي ارتكبها “الأسد” ونظامه ضد السوريين طيلة السنوات الماضية.
في حين رجحت تقارير إعلامية أن يشهد ملف إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود سجالاً بين روسيا وأمريكا، خاصةً وأن الجانب الروسي لا يزال مـ.ـصـ.ـر على رأيه، إذيرى أن إيصال المساعدات عبر خطوط التـ.ـمـ.ـاس يعد خياراً أفضل من إيصالها عبر الحدود البرية.
تجدر الإشارة إلى أن ما سبق يأتي في الوقت الذي تسعى فيه القيادة الروسية لإعادة تأهيل “الأسد” من بوابة إعادة النظام السوري للجامعة العربية، وذلك من خلال جولة يجريها وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إلى عدة دول عربية.