رسائل حاسمة وقوية يوجهها “أردوغان” لمختلف الأطراف عبر التلويح بتحرك عسكري شمال سوريا.. ما أهدافه؟
وجّه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” رسائل حاسمة لمختلف الأطراف المعنية بالملف السوري، وذلك عبر تلويحه بالتحرك عسكرياً شمال سوريا، حيث أكد في تصريحات جديدة أن بلاده ستعمل قريباً على استكمال مشروع المناطق الآمنة في الشمال السوري.
وشدد “أردوغان” في سياق حديثه على أن أنقرة تجري استعداداتها من أجل المضي قدماً في تنفيذ مشروع المنطقة الآمنة بمحاذاة حدودها الجنوبية مع سوريا.
وأوضح الرئيس التركي أن بلاده ستبدأ خطوات تتعلق بالجزء المتبقي من الأعمال لإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتر على طول الحدود الجنوبية مع سوريا خلال الفترة القادمة.
ونوه في معرض حديثه إلى أنه سيقوم بإجراء المحادثات والمباحثات المطلوبة لضمان أن يسير مشروع المنطقة الآمنة على ما يرام.
وفي رسالة حاسمة وقوية وجهها “أردوغان” لمختلف الأطرف، أكد الرئيس التركي أن بلاده ستميز مجدداً في هذه المرحلة بين من يحترمون حساسيتها الأمنية والذين لا يكترثون سوى لمصالحهم.
ولفت الرئيس التركي أن بلاده بصدد إعادة صياغة سياستها خلال المرحلة المقبلة بناءً على ما ستفعله الدول حيال حساسية تركيا الأمنية ومصالحها بالنسبة لحدودها الجنوبية مع سوريا.
ويرى مراقبون أن تصريحات الرئيس التركي تعد بمثابة إشارة واضحة المعالم بأن تركيا جادة في عقد تفاهمات جديدة مشتركة مع روسيا بخصوص الملف السوري، الأمر الذي يعني أن مزيداً من العقبات ستنشأ أمام مساعي أمريكا في حشد حلفائها ضد الروس.
وحول أهداف “أردوغان” من التلويح بعملية عسكرية جديدة في الشمال السوري، يرى محللون أن الرئيس التركي أراد من خلال تصريحاته أن يبعث برسالة لواشنطن مفادها بأن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تحترم حساسيتها الأمنية في حال أرادت التقارب منها.
ورغم التقارير الإعلامية التي تحدثت أن تركيا تلوح بعملية عسكـ.ـرية فقط من أجل الحصول على مكاسب سياسية، أكد محللون أتراك أن الحديث عن رسائل سياسية مقـ.ـصـ.ـودة في كلمة الرئيس التركي، لا يعني استبــعاد احتمال عمليات عسكـ.ـرية تركية جديدة في سوريا.
وضمن هذا الإطار، رأى محلل شؤون السياسة الخارجية والأمـ.ـن المقيم في أنقرة “عمر أوزكيزيلجيك” في حديث لموقع “تلفزيون سوريا”، أن الفرصة متاحة أمام تركيا للقيام بعمل عسكري جديد في الشمال السوري.
وأشار إلى أن تركيا لديها فرص في الوقت الحالي لتحقيق مكاسب في الملف السوري في ضوء العملية العسكـ.ـرية الروسية ضد أوكـ.ـرانيا وما تركته من انعكاسات على الوضع الميداني في سوريا.
ونوه “أوزكيزيلجيك” إلى أن ما يحصل في أوكـ.ـرانيا ربما سيدفع الولايات المتحدة إلى الانخراط في تعـ.ـاون جاد مع أنقرة، أو سيضـ.ـعف روسيا إلى الحد الذي لا تستطيع فيها منـ.ـع عملية عسكـ.ـرية تركية جديدة.
وتوقع المحلل التركي أن تكون مناطق “تل رفعت” وشرق “رأس العين” وغرب “تل أبيض” باتجاه
“عين العرب”، بالإضافة إلى “منبج” مسرحاً للعملية العسكـ.ـرية التركية المحتملة.
كما لم يستبعد “أوزكيزيلجيك” أن تشمل العمليات العسكـ.ـرية منطقة “المالكية” في ريف الحسكة، مرجعاً هذا الخيار إلى أن السيطرة على هذه المنطقة ستؤثر بشكل كبير على خطوط إمداد وحدات الحمـ.ـاية، حسب وصفه.