close
منوعات

ما سر استمرارنا في قياس قدرة الأشياء بقوة الحصان؟ ومن أين جاء مصطلح قوة الحصان؟؟

إذا كنت تشتري سيارة وليس لديك خبرة في قياسات الطاقة، فقد تستغرب من إحدى الخصائص الرئيسية للسيارة ألا وهي قوتها الحصانية. ومن الممكن أن تفترض أيضا أن الحصان الواحد يمكنه إنتاج حوالي 1 قدرة حصانية. بالطبع يبدو هذا الأمر منطقيا تماما من وجهة نظر لغوية، إلا أن الواقع مختلف تماما.

قوة الحصان.. ما مقدارها ومن أين جاء المصطلح؟

وفق موقع تعليم الطاقة في “جامعة كالغاري” (University of Calgary) يبلغ الحد الأقصى لإنتاج الحصان في الواقع أكثر من 15 وحدة من قوة الحصان. وهنا يمكن القول إن تعبير “القوة البشرية ” قد يكون أكثر ملاءمة على اعتبار أن الإنسان يمكن أن ينتج أكثر من وحدة “قوة حصان” واحدة.

وقد تمت صياغة هذا التعبير للمرة الأولى أواخر القرن الـ 18 بواسطة “جيمس وات” (James Watt) وهو المهندس الأسكتلندي الذي ابتكر المحركات البخارية الشهيرة. فقد اخترع وات تعبير “قوة الحصان” كنوع من الدعاية والإعلان عن القدرة الفائقة التي تمتلكها محركاته البخارية، وذلك بالمقارنة مع القدرة التي كانت معروفة لدى الناس آنذاك ألا وهي الخيول.

James watt Getty

 

ووفق الموسوعة البريطانية، فقد لاحظ وات أن الحصان العامل يمكنه إدارة عجلة الطاحونة 144 مرة كل ساعة. وهكذا قدر أن الحصان الواحد يمكنه جر ما يقارب 14.7744 كيلوغراما لمسافة متر واحد خلال دقيقة واحدة، وهو الرقم الذي تم تقريبه فيما بعد -للسهولة- إلى 14.968.55 كلغم من العمل بالدقيقة الواحدة ليعبر بذلك عن وحدة “قوة الحصان”.

كلمات مضـ.ـللة لغويا

مع مرور الزمن، عرفنا من خلال القياسات أن الحصان الواحد يمكنه بذل طاقة أكبر من وحدة “قوة حصان” واحدة، ومع ذلك مازلنا نستخدم مصطلح وات الذي تم طرحه كجزء من حملته التسويقية.

وحسب تقرير نشر على موقع “لايف ساينس” (Live Science) أول يناير/كانون الثاني الجاري، فقد علل إريك لاسي المحاضر باللغة الإنجليزية في “جامعة وينشستر” (University of Winchester) بالمملكة المتحدة السبب قائلا “في بعض الأحيان، لا تبدو الكلمات صحيحة لأنها تستخدم معاني قديمة”.

Antique illustration of scientific discoveries: Steam power, James Watt Getty

 

“فعلى سبيل المثال لا يوجد شيء مرتفع (High) أو عالي (Tall) في كلمة طريق سريع (Highway) إلا أن هذه الكلمة تأتي من المعنى القديم والذي كان يعني “رئيسي” وبالتالي فإن الطريق السريع مجرد طريق رئيسي، ويمكن أن نلحظ ذلك أيضا بعبارة البحار العالية (High seas” والتي تعني البحار الرئيسية فقط.

وقال المحاضر بجامعة وينشستر “هناك أيضا الكثير من المصطلحات الذي لم يعد لها معنى لأنها كما هو الحال مع (قوة الحصان) التي كانت تستند إلى تقديرات يمكن أن تكون متغيرة أو مضللة”.

وكمثال على ذلك كلمة “فدان” التي كانت تعبر عن وحدة الأرض التي يمكن أن يحرثها شخص واحد بنير واحد من الثيران في يوم واحد والتي تقدر بحوالي 4426 مترا مربعا. ومع ذلك، يمكن أن يكون هذا الرقم أعلى أو أقل حسب نوع المحراث وشكل الأرض ومتطلبات المالك.

مصطلحات خالدة

يمكن أن تتغير طريقة استخدام الكلمة أو أن ينسى معناها إلى حد كبير بمرور الوقت، ولكن ما الذي يجعل المصطلح يصمد كل هذا الوقت؟ لماذا تفنى بعض الكلمات في حين تستمر أخرى مطبوعة في أذهان الناس منذ القدم إلى يومنا هذا كتعبير “قوة الحصان”.

يعود لاسي ليوضح أن “هذه هي الغاية المنشودة من علم اللغة، فإذا تمكنا من التنبؤ بدقة بالكلمات التي ستكون متأصلة بأذهان الناس، يمكن عندها أن نحقق ثروة من خلال استعمالها لصناعة الإعلان”.

وأخيرا يؤيد المحاضر بجامعة وينشستر تغيير مصطلح “قوة الحصان” إلى “القوة البشرية” حيث إنه يعتقد أنها ستكون أكثر وضوحا كوحدة قياس.

المصدر : لايف ساينس + مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى