مفاوضات متقدمة بين روسيا وتركيا وحديث عن صفقة تلوح في الأفق.. ماذا تريد أنقرة وما المقابل الذي ستقدمه؟
كشفت مصادر تركية مطلعة عن مفاوضات متقدمة تجري بين القيادة الروسية وتركيا، مشيرة إلى احتمال عقد صفقة جديدة وتفاهمات تتعلق بالوضع الميداني شمال وشرق سوريا، وذلك تزامناً مع أنباء تشير إلى قرب بدء العملية التركية المرتقبة في الشمال السوري.
ونقلت صحيفة “المدن” اللبنانية في تقرير جديد لها عن مصدر تركي مطلع تأكيده وجود مباحثات بين أنقرة وموسكو بشأن العملية العسكـ.ـرية التي تستعد تركيا لإطلاقها ضـ.ـد مواقع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” شمال وشرق سوريا.
وكشف المصدر في سياق حديثه للصحيفة أن تركيا تسعى إلى ضمان موافقة القيادة الروسية على العملية التي من المحتمل أن تبدأ في أي لحظة قرب الحدود الجنوبية التركية مع سوريا بهدف إنشاء المناطق الآمنة.
وأشار المصدر إلى إمكانية عقد صفقة جديدة أو تفاهمات معينة بين أنقرة وموسكو، لافتاً أن كلا الطرفين لديهما أوراق من الممكن استخدامها لإنجاز اتفاق بخصوص الأوضاع الميدانية على الأراضي السورية أو في أي مكان آخر.
وأوضح أن تركيا في الوقت الراهن تمتلك أكثر من ورقة من الممكن أن تلجأ لاستخدامها، من أبرزها مطالبة موسكو لها إعادة فتح مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية العسكـ.ـرية والمدنية المتجهة إلى سوريا.
وبيّن كذلك الأمر أن تركيا تعول على حاجة روسيا للفيتو التركي وتصويت أنقرة ضد قرار توسيع حلف شمال الأطلسي “الناتو” عند حدودها الغربية “فنلندا” و”السويد”.
وتوقع المصدر في معرض حديثه للصحيفة أن تكون منطقة “تل رفعت” هي الوجهة الأكثر احتمالية لبدء العملية التركية المرتقبة شمال سوريا.
ولفت أن منطقة “تل رفعت” والمناطق المجاورة لها تعتبر ذات أهمية كبيرة لتركيا، لاسيما أنها شكلت منـ.ـصـ.ـة لاستهـ.ـداف الجـ.ـيش التركي المنتشر في منطقة “درع الفـ.ـرات”، وأدت إلى مـ.ـقـ.ـتـ.ـل أكثر من جـ.ـنـ.ـدي تركي مؤخراً.
كما نوه أن منطقة “عين العرب” تشكل أولوية كذلك الأمر بالنسبة لأنقرة، كون السيطرة عليها ستسمح لتركيا بوصل مناطق نفوذها في الشمال السوري من مدينة “عفرين” حتى مدينة “رأس العين”.
واعتبر ذات المصدر أن ما وصفه بـ”اللامبالاة الروسية” تجاه الملف السوري بسبب ما يجري في أوكـ.ـرانيا، ربما يشكل فرصة تعتقد تركيا أن عليها اقتناصها، لأنها فرصة قد لا تتكرر.
وختم المصدر التركي حديثه للصحيفة بالإشارة إلى أنه وعلى الرغم من إمكانية حصول تركيا على ضوء أخضر روسي لتنفيذ عملية عسكـ.ـرية جديدة شمال سوريا، إلا أن رفض الولايات المتحدة الأمريكية قد يشكل عائقاً أمام أنقرة ويصعب عليها تنفيذ المهمة.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من المحللين يرون أن روسيا حريصة في الوقت الراهن على إرضاء تركيا، فيما يذهب بعض الخبراء أبعد من ذلك، حيث يشيرون إلى أن موسكو لها مصلحة في أن تنفذ أنقرة عملية عسكرية جديدة شمال سوريا نظراً لأن العملية المحتملة من شأنها إحداث وقيعة بين الجانبين التركي والأمريكي.
ونوهت تقارير صحفية إلى أن روسيا ربما تطلق يد تركيا وتمنحها الضوء الأخضر لتنفيذ العملية من أجل معـ.ـاقبة “قسد” ودفعها إلى حضن النظام السوري.