المنحة التركية تشغل طلاب جامعات الشمال..فما شروطها؟ وهل تضمن مستقبلهم؟ اليك التفاصيل
انطلاقاً من تخوّف الطلاب من عدم الاعتراف الرسمي بجامعات الشمال المحرر، واقتصار فاعلية الشهادة على مناطقها، سعت مجموعة من الطلاب والنخب التربوية لتشكيل نواة مكتبية عبارة عن صلة وصل بين الطلاب في المحرر والجامعات التركية بشكل مباشر، ضمن خطة تنسيق عمل متكامل. اطلعت أورينت نت على تفاصيلها وأعدّت التحقيق التالي:
الفكرة والانطلاقة
في مدينة إدلب وضمن مكتب متواضع، تشكّل فريق “ستاف” الأول من نوعه الخاص بموضوع المنحة التركية للدراسة والمعروفة ب YTP كحلقة وصل أساسية بين الطلاب السوريين والجامعات التركية. وعن انطلاقة الفريق وعمله أجاب المهندس (عمر العلي) المشرف على الفريق قائلاً:
“تشكّل الفريق ببداية عام 2017 من عشرة أشخاص جامعيين، راودتنا بالبداية فكرة التسجيل لأنفسنا بالمنحة التركية ومنها أتى أساس الفكرة، وبعدها تم تنظيم العمل ضمن مكتبين في سوريا وتركيا لتنسيق وتنقيح ملفات الطلاب الراغبين بالتقديم على المنحة الجامعية التركية”. وتابع (العلي) موضحاً دور المجموعة في هذا السياق:
“يبرز دورنا جليّاً في إطلاع الطلاب على ما يجب التركيز عليه أثناء تقديم الطلب الخاص للمنحة، وتدعيم نقاط القوة فيه وكيفية تفادي الأخطاء في ال CV، وعلى ما يهم الجانب التركي كأولوية للقبول في جامعاتهم”.
آلية التسجيل والقبول
ساهم الفريق عبر سنوات سابقة في تسهيل قبول عدد من الطلاب السوريين الجامعيين بمختلف الاختصاصات من جامعتي حلب وإدلب الحرّتين في الجامعات التركية، وعن خطوات التسجيل في المنحة التركية تحدّث لأورينت نت (عبد المجيد السلمو) مدير العمل في مكتب إدلب قائلاً:
“التسجيل مُتاح للجميع، ولكل الشهادات الدراسية، سواء الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي، أو الجامعات ودرجتا الماجستير والدكتوراه، وكل شهادة معترف بها رسمياً في الشمال المحرر، مثل تلك الصادرة عن المجالس المحلية في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون. ويزور الطالب المكتب مع الأوراق الثبوتية التالية: صورة شخصية حديثة، وصورة عن الهوية الشخصية، ويُفضّل جواز سفر، وشهادة الثانوية، وكشف علامات للطلاب الجامعيين غير المتخرجين، وشهادة جامعية للخريجين، وتوصية من مدرسين اثنين، إضافةً للشهادات والدورات التي خضع لها الطالب في مجال المجتمع المدني في حال وجودها، و سيفيCV، وتكون الأولية للطلاب الذين يعملون في مجال التطوع، والذين يحملون عقولاً متميزة قادرة على العطاء، وتقديم المناسب في أي مجال يمكن أن يخدم أي بلد.
وبعدها نقوم بتحرير المعلومات ضمن ملف إلكتروني ونرسله إلى مكتب تركيا، ليصار إلى دراسته من قبلهم، وفي حال الموافقة المبدئية يتم تسهيل عبور الطالب للداخل التركي بالتنسيق مع الجامعة التي درس فيها، لإجراء المقابلة الشفهية، والتي على ضوء نجاحها يتم قبول الطالب بشكل رسمي بجامعات تركيا بحسب الاختصاص الذي يرغبه، باستثناء الاختصاصات الإنكليزية فهي غير متاحة لطلابنا حالياً، كونها تحتاج لشهادة دولية باللغة الإنكليزية “توفل” وهي غير متوفرة في الداخل السوري المحرر، وتقدم خدمات مكتبنا لقاء أجر مادي رمزي جداً”.
وأشار (السلمو) إلى “تزايد عدد الطلاب المقبولين عن طريق مكتبهم في المنحة الدراسية التركية، من ثلاثة طلاب فقط في العام 2018 إلى عشرين طالب عام 2019 إلى حوالي خمسين طالب في العام الماضي، ويأمل أن يزداد العدد ليشمل غالبية الراغبين بالدراسة في الخارج، مع تمنايتنا بالتوفيق لجميع الطلاب”
ميزات المنحة والدراسة التركية
يتجهز عدد كبير من طلاب وخريجي جامعات المحرر في إدلب وحلب للتسجيل في المنحة التركية، كونها تشمل عدة ميزات وخصائص إيجابية على حد تعبير الطلاب، وتُعدّ فرصة ذهبية لهم في حال سنحت لهم الفرصة باستغلالها.
ولعّل أبرز ميزات المنحة التركية أنها مجانية أو بسعر رمزي إلى أبعد الحدود على حسب وصف الطالب (سمير عادل قربي) خريّج كلية التربية جامعة إدلب، والذي أضاف: “ألّا تجد اعترافاً دولياً حقيقياً لجامعة درستَ فيها عدة سنوات، وتكبدتَ عبرها كثيراً من المتاعب، يشكّل عندك هاجساً حقيقياً مخيفاً، أما في تركيا فالوضع مختلف تماماً، فهي دولة لها مكانتها ومعترف بمؤسساتها بشكل عالمي، وهذا ما يطمح له أي طالب بشكل بديهي”.
من جهتها تحدثت الطالبة (سميرة قادري) من كلية الصيدلة بجامعة إدلب عن دوافعها الشخصية للتسجيل بالمنحة، فهي تخفّف عنها وعن أسرتها أعباء مادية تثقل كاهلها،باعتبار أن الوضع المعيشي الصعب هو الغالب للطلاب والأهالي معاً، ومن جهة ثانية لا تُعَد تركيا غربة حقيقية، لقربها الجغرافي من المناطق المحررة “فلا يشعرنا السكن فيها بأزمة عدم الاندماج المجتمعي”.
والجدير بالذكر أن جامعتي إدلب وحلب، قد أوفدتا عدداً من طلاب الماجستير والدكتوراه عن طريق المنحة التركية لمتابعة الاختصاص فيها، كما إن الجامعتين توفدان سنوياً الطلاب الأوائل في الشهادة الثانوية العامة الفرع العلمي للدراسة الجامعية الكاملة المجانية، بعد إضافة سنة تمهيدية لدراسة اللغة التركية، وذلك تشجيعاً للمتميزين على البذل والاجتهاد في صناعة مستقبلهم.